المواطنة: كلمة مستحدثة في اللغة العربية اختارها المعربون للتعبير بها عن كلمة Politeia اليونانية، Citoyenente الفرنسية وCitizenchip الإنجليزية. وكما هو واضح، فإن أصل الاختيار لم ينطلق من المعنى التاريخي بقدر ما رضخ للسهولة والمقاربة المعاصرة. الأمر الذي يخلق أكثر من إشكالية: أولى هذه الإشكاليات تكمن في الأصل اللغوي للكلمة، وثاني ...
قراءة الكل
المواطنة: كلمة مستحدثة في اللغة العربية اختارها المعربون للتعبير بها عن كلمة Politeia اليونانية، Citoyenente الفرنسية وCitizenchip الإنجليزية. وكما هو واضح، فإن أصل الاختيار لم ينطلق من المعنى التاريخي بقدر ما رضخ للسهولة والمقاربة المعاصرة. الأمر الذي يخلق أكثر من إشكالية: أولى هذه الإشكاليات تكمن في الأصل اللغوي للكلمة، وثاني هذه الإشكاليات تكمن في الدخول السهل لهذه الكلمة في اللغة اليومية الدارجة. ولا تنحصر المشكلة في تداول الكلمة بقدر ما تكمن الأهمية في دور هذا المفهوم الحاسم في النقلية بين الكيانين، الأول يعود إلى ما قبل الحرب العالمية الأولى إبان الإعلان الاسمي لوفاة الخلافة العثمانية. والثاني بعد الحرب العالمية الثانية تاريخية جد موجزة تسمح بالمقارنة الأول، ومن ثم الانتقال إلى المرحلة الإسلامية عبر لقطات أساسية ومن بعد محاولة قراءة سريعة لما آل إليه المفهوم اليوم.ومحاولة المؤلف هذه لا تدعي ملء الفراغ الكبير الذي لمسه في الموضوع، بقدر ما تطمح للإسهام في فتح الحوار حوله. خاصة وأن مفهوم المواطنة ما زال يرتبط بالكيان الدولاني بالثقافة العالمية. فليس ثمة تعريف واحد للمواطنة، وليس هناك أنموذج يمكن أن يعتبر أمثولة في مجمل تشريعات دول العالم اليوم، ويمكن القول دون فادح الخطأ، أن مفهوم دستور الثورة الفرنسية للمواطنة بالمقارنة مع روح عصره، متقدم بكثير على مفهوم الطبقة السياسية في فرنسا نهاية القرن العشرين. وإعلان الاستقلال السياسي لعدد من الأقطار العربية وتوصل الأمم المتحدة إلى صيغة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.وثالث هذه الإشكاليات هي طبيعة المواطنة في الإسلام، وقد استوقفت الكاتب هذه الإشكاليات وخاصة الإشكالية الثابتة فارتأى تخصيص هذا الكتاب للحديث عنها وخاصة وقد حسم أكثر من مستشرق القضية بإعلان غياب مفهوم المواطنة في التاريخ العربي الإسلامي. لذا خصص كتابه هذا لمعالجة هذه الإشكالية الأخيرة "المواطنة في التاريخ العربي الإسلامي" باحثاً منذ حمورابي والعهد القديم وعهد أردشير والأساطير الشرقية عن كل ما يسمح بمتابعة أعمق للموضوع.