حالمون ....ليست رواية عادية هي دفق من أحاسيس جياشة ومشاعر متأججة تتوارى خلف كلمات تأسرنا بانسابيتها وترابط الساحرين كلمات تسكن في جمل منمقة تخدم الأحداث لكنها تبحر في فيض من الذكريات يرتجف الفؤاد لصداها ترى هل تتحدث هذه الرواية عن الثورة الرقمية في شارع الدفاع في باريس بالتواري مع الثورة المصرية ؟ أم عن أعباء المراهقة وسياط اليت...
قراءة الكل
حالمون ....ليست رواية عادية هي دفق من أحاسيس جياشة ومشاعر متأججة تتوارى خلف كلمات تأسرنا بانسابيتها وترابط الساحرين كلمات تسكن في جمل منمقة تخدم الأحداث لكنها تبحر في فيض من الذكريات يرتجف الفؤاد لصداها ترى هل تتحدث هذه الرواية عن الثورة الرقمية في شارع الدفاع في باريس بالتواري مع الثورة المصرية ؟ أم عن أعباء المراهقة وسياط اليتم ؟ أم عن الواقع الرتيب الذي يلتهم بمجراه الملل أحلى الذكريات؟ إنها رواية مؤثرة وجميلة تقوم على اساس شكلي شديد الوضوح مشهد مزدوج يعبر خلاله آلان بللوتيير من مشهد لآخر بجملة هي " المفصل" حيث يبدأ المشهد الأول في باريس وينتهي في القاهرة ويعود بالعكس أبطالنا مراهقان يتيمان: ناتان يعيش في باريس وجمعة في القاهرة لا تربط بينهما أية علاقة إلا أنهما متقاربان "كأنه صورته في المرآة" فكلاهما يسعى للهرب من عدوانية الواقع يغرق ناتان في ألعاب الفيديو ولعبة "الوةشاح" أو " الحلم الهندي حيث يخنق نفسه حد الإغماء أما جمعة فيحلم بـ" الرحيل" والسفر إلى فرنسا الأول ابن رجل غني مدلل تحيطه مانون الجميلة بحبها أما الثاني فابن شوارع . لا يتقن القراءة ولا الكتابة يعيش من بيع " علب الكرتون" ويشارك في الثورة المصرية المعاصرة ويحلم بفاطمة أخت عزيز يعلق ناتان نفسه بقضيب في خزانة الثياب ليخنق نفسه " بلعبة الوشاح"في حين يرى جمعة نفسه معلقاً عند "الرجال ذوي الزي الأسود" لتعذيبه يتحاشى ناتان تحرش صديقه المفقود بين شهداء مظاهرات ساحة التحرير لا تتصارع هاتين القصتين بل هما قدران مسكينان ومأساويان تحت الشمس يتقن الكاتب العزف على الكلمات ليشدنا بعذوبة اللحن.
