صاحب هذا الكتاب هو أبو عبد الله محمد بن حارث الخشني القروي وهذا اللقب، بضم الخاء وفتح الشين المعجمة وفي آخره النون، ينتهمي كما يقول السمعاني إلى قبيلة وقرية، أما القتيلة فهي خشين، وهي بطن من قضاعة، وأما القرية المعروفة بإسم: خشين، فهي موضع بأفريقية.كان مولد محمد بن الحارث بأفريقية بالقيروان، وإليها نسب فقيل له: العزوى، وأنه عاش ...
قراءة الكل
صاحب هذا الكتاب هو أبو عبد الله محمد بن حارث الخشني القروي وهذا اللقب، بضم الخاء وفتح الشين المعجمة وفي آخره النون، ينتهمي كما يقول السمعاني إلى قبيلة وقرية، أما القتيلة فهي خشين، وهي بطن من قضاعة، وأما القرية المعروفة بإسم: خشين، فهي موضع بأفريقية.كان مولد محمد بن الحارث بأفريقية بالقيروان، وإليها نسب فقيل له: العزوى، وأنه عاش سنيه الأولى بها، ثم اختلف إليها كما اختلف إلى غيرها من مدن أفريقية مرات، ولم تذكر المراجع سنة مولده بتاريخ مولده مجهول، إلا أنه كان، ومن المرجح في أواخر القرن الثالث الهجري، أي فيما بين سنتي 229 و 300.أما تاريخ وفاته ما ختلف المؤرخون فيه، ويذكر إسماعيل البغدادي في كتابه هدية العارفين أي وفاة الخشني كانت سنة 335هـ، ودفن في مقبرة مومرة، كان الخشني حافظاً للفقه متقدماً فيه، نبيهاً ذكياً، فقيهاً فطناً، متفنناً عالماً بالفتيا، حسن القياس في المسائل، ويقول ابن فرحون نقلاً عن أحمد بن عبادة: رأينا ابن حارث في مجلس أحمد بن نصر، يعني وقت طلبه بالقيروان سنة إحدى عشرة: وهو شعلة يتوقد في المناظرة، بدأ التأليف مبكراً، إذ كان نضجه العلمي مبكراً وترك مؤلفان عديدة في الفقه والتراجم والتاريخ.ويعدّ كتابه هذا "قضاة قرطبة" من المراجع المهمة في بابه، ولقد اختلفت المراجع في تسميه، ومهما يكن من أمر، فإن عبارة الخشني في مقدمته لهذا الكتاب تفصح عن أن هذا التأليف خاص بقضاة قرطبة إذ يقول: فإنه لما أمر الأمير - يعني الحَكَم: أبقاه الله تعالى بتأليف القضاه مقصوراً على من قضى للخلفاء، رضي الله عنهم، بأرض المغرب في الحاضرة العظمى قرطبة.ولقد صدر هذا الكتاب في مدريد سنة 1914م من مخطوطة بمكتبتها الأهلية تحمل هذا العنوان: كتاب القضاة بقرطبة، ومن هنا شاعت هذه التسمية، واستقر للكتاب اسمه الذي تحمله هذه المخطوطة، والذي يتفق وما جاء على لسان مؤلفه، وتراجم الكتاب كلها لقضاة قرطبين، ويأتي هذا الكتاب محققاً ضمن سلسلة المكتبة الأندلسية، للمجلد 6.