القصد في هذا العمل إلى النصف الأول من كتاب «التنبيه المعرب، عما عليه - الآن - حال المغرب»، تأليف الحسن بن الطيب بن اليماني بوعشرين، الخزرجي المكناسي أصلا، المراكشي دارا ومنشئا وولادة، حسب تقديم المؤلف لاسمه ص 30 وواضح من هذا أنه ابن مباشر للطيب بن اليماني بوعشرين وزير السلطان العلوي محمد الرابع، إلى أن توفي عام 1286/«1869».والمل...
قراءة الكل
القصد في هذا العمل إلى النصف الأول من كتاب «التنبيه المعرب، عما عليه - الآن - حال المغرب»، تأليف الحسن بن الطيب بن اليماني بوعشرين، الخزرجي المكناسي أصلا، المراكشي دارا ومنشئا وولادة، حسب تقديم المؤلف لاسمه ص 30 وواضح من هذا أنه ابن مباشر للطيب بن اليماني بوعشرين وزير السلطان العلوي محمد الرابع، إلى أن توفي عام 1286/«1869».والملاحظة الأولى : أن المؤلف - على قرب عصره - لم تدون له ترجمة بالمصادر المهتمة، فلا ذكر له في «السعادة الأبدية» لابن الموقت، ولا في «الأعلام» لابن إبراهيم، أو «إتحاف أعلام الناس» لابن زيدان، كما أنه غير وارد عند إبن داني في «الدرة السنية»، ولا عند غريط في «فواصل الجمان»، ثم لم يرد إسم الكتاب عند ابن سودة في «دليل مؤرخ المغرب الأقصى»، هذا إلى أن التحريات في مراكش - بلد المؤلف - لم تسفر عن أية معلومات عنه.وبهذا : فإننا أمام فراغ حول ترجمته، حتى إذا رجعنا إلى السفر الأول من كتاب المؤلف لا نستخرج إلا معلومات ضئيلة عن حياته، فيشير عند ص 197 من المخطوط إلى وفاة زوجة والدة كبار أولاده، بتاريخ أواخر عام 1295/«1878»، مما يحدد سنه - بنحو عشرة الخمسين ومائتين وألف هجرية.وعن تعلمه الأول يُبرز - في الصفحة نفسها - إسم مؤدبه : السيد علي رزكو، ثم يذكر أستاذه في العلوم : محمداً السباعي الدرباكي، قائلا ص 227 - 228 : وبسببه أنقذني الله من ظلمات الجهل وموارد الرّدى...» ومن هذا الأخير - فيما يظهر -، سرى إلى المؤلف التفنن في التعبير الذي صاغ به عروض الكتاب.وفي التصوف اعتمد الشيخ ماء العينين.وعند حديث المتوجم عن نباهته، يشير إلى أنه مان منتظما في سلك الكتاب في حاشية السلطان الحسن الأول ثم إبنه العزيز، وفي عهد هذا الأخير صار بين الكتاب المرموقين، فيثبت النص الكامل لرسالتين كتبهما عن س العزيز، للإعلام بانتصاره على قبيلة «الرحامنة» : ص 47 - 50، ثم على قبيلة «الأعشاش» بالشاوية : ص 55 - 59.وبهذا قدم المؤلف نموذجين من نثره الديواني، وإلى ذلك أثبت من شعره ثلاث قصائد مديحية : ص 61 - 62 و 150 - 151 و 233 - 234، وإذا كان أسلوبه في القصائد نازلا عن طريقته في كتابته النثرية فهو - على كل حال - يدلّل على معناته للشعر إلى جانب النثر، وإضافة لهذه النماذج يشير المؤلف في الباب لا يزال ضمن السفر الثاني الذي سنتبين أنه - الآن - غير معروف، وفي الخزانة العامة كراسة غير تامة التأليف، في حجم صغير. يشتمل على 31 ص، وتحمل رقم 1261 ج، جمعها أحد أبناء المترجم، وأثبت بها بعض النماذج من نثر والده وشعره.وأخيرا يأتي توقيت الفراغ من تأليف السفر الأول، بأوائل المحرم 1324/«1906»، وعند هذا التاريخ تقف معلوماتنا عن المؤلف.وأستدرك هنا فأشير إلى أني وقفت - وشيكا - على إشارة مقتضبة عن المؤلف، كتبها مؤرخ مراكش ونادرتها، القاضي عباس بن إبراهيم، فيعدد بعض أبناء الوزير الطيب بوعشرين، ويذكر بينهم المترجم هكذا : «ومنهم السيد حسن الكاتب، كان رجلا له مروءة وسمت حسن وخط مقبول (كلمة غير واضحة) وملكة في الترسيل، وله علاقة بالتاريخ، ومعرفة بالشطرنج، ألف تاريخا في الدولة يوجد عند ولده السيد عبد العزيز، استعمل في الكتابة سفيرا مع بناصر غنام إلى الجزائر، وولي على طنجة قبل نصر مولاي عبد الحفيظ بها، ودفن بباب أغمات».