يعتبر علم الإحصاء من أهم العلوم التي لها صلة قوية بمختلف العلوم كالبيولوجيا، وعلم الاقتصاد والاجتماع، والعلوم النفسية والتربوية وغيرها، لأن هذه العلوم تستعمل أدواته في أبحاثها وتجاربها، ولقد تطور بعد أن مر بعديد المراحل، فقد استعملت أفكاره الأولية الحضارات القديمة كالمصرية، الصينية وحضارة مابين النهرين لأغراض حربية وفلكية وفي حس...
قراءة الكل
يعتبر علم الإحصاء من أهم العلوم التي لها صلة قوية بمختلف العلوم كالبيولوجيا، وعلم الاقتصاد والاجتماع، والعلوم النفسية والتربوية وغيرها، لأن هذه العلوم تستعمل أدواته في أبحاثها وتجاربها، ولقد تطور بعد أن مر بعديد المراحل، فقد استعملت أفكاره الأولية الحضارات القديمة كالمصرية، الصينية وحضارة مابين النهرين لأغراض حربية وفلكية وفي حساب محاصيلها الزراعية وتعداد حيواناتها. ومع ظهور وتطور الدولة ازداد الاهتمام بالبيانات والمعلومات وتصنيفها وتبويبها لتستخدم في تسهيل تسيير أمور الدولة والمجتمع كحفظ سجلات الجند وتحديد السكان الخاضعين للضريبة وإحصاءات إيرادات الدولة ونفقاتها فيما يمكن القول معه إن علم الإحصاء قد نشأ مرتبطا بالمجالات الاجتماعية والاقتصادية. إلا أن الإحصاء كعلم لم يكتب له الظهور إلا في نهاية القرن الثامن عشر بعد الثورة الصناعية وكان أول من أرسى قواعده العالم أدولف كواتيله Adolph Quetelet من خلال تطبيقاته في علم الاجتماع وفي التعليم، وفي نهاية القرن 19م وحتى قرننا الحالي تطورت تقنيات الإحصاء وأدواته بفضل جمع كبير من الرياضيين والإحصائيين في ألمانيا، انكلترا وفرنسا من أمثال: كارل بيرسون، ويليام قوس، فيشر،باسكال، برنولي، موافر، لابلاس وغيرهم. وقد أضاف إليه تطور المعلوماتية نقلة نوعية بتسهيل وسرعة حساب هذه الأدوات، وظهرت العديد من البرامج المعلوماتية المتخصصة وغير المتخصصة في الإحصاء مثل:EVIEWS - STATISTICA – SPSS – EXCELوالتي سهلت القيام بملايين الحسابات والعمليات في اقصر الأوقات. من هنا كان هدفنا هو إعادة إلقاء الضوء على مختلف الأدوات الإحصائية الوصفية، إضافة إلى مفاهيم وأدوات عن الإحصاء الحيوي وفقا للمناهج التعليمية المعتمدة لطلاب الاقتصاد، التجارة، الإدارة، وعلم الاجتماع مع تطبيقات بحلول مختصرة لها يجدها الطالب في نهاية هذا الكتاب.وقد قسمنا الكتاب إلى سبعة فصول ينطلق الفصل الأول منها في تعريف بعض المصطلحات الإحصائية ومن تم عن طرق جمع البيانات الإحصائية ومصادرها، ويتناول الفصل الثاني سبل تنظيم هذه البيانات في جداول تكرارية وأنواع التمثيلات البيانية التي تحاول زيادة إبرازها، أما الفصل الثالث فيحاول تلخيص هذه البيانات-خاصة إذا كانت كثيرة ومتنوعة-في مجموعة مقاييس إحصائية يكمل بعضها الآخر. أما الفصل الرابع فقد خصصناه للتحدث عن المؤشرات أو ما يعرف بالأرقام القياسية التي تتبع تطور الظواهر المدروسة وفقا لبياناتها ويحاول الفصل الخامس أن يدرس العلاقات بين الظواهر ومدى ارتباطها، فيما خص السادس بالسلاسل الزمنية للظواهر وفقا لبياناتها الإحصائية التاريخية بغرض معرفة توقعاتها في المستقبل للمساعدة في اتخاذ القرارات. واختتم الكتاب بفصل سابع موسع خاص بالإحصاء الحيوي لما له من أهمية بالغة في دراسة السكان من حيث نموهم وتوزيعهم وتنقلاتهم خاصة وانه يستعمل أيضا بعضا من المقاييس الإحصائية الواردة في الفصل الثالث كالأوساط والمعدلات وهي كلها أغراض تفيد متخذي القرار والقائمين على التخطيط.