تنبه روبرت ينغ بيلتون إلى ظاهرة الجنود المستأجرين في الحرب على الإرهاب حين قابل فريقاً من المتعاقدين الأمنين الذين كانوا يقومون بمهمة سرية على الحدود الباكستانية الأفغانية في خريف عام 2003؛ فعقد بيلتون عزمه على القيام برحلة ملحمية طويلة للولوج في هذا العالم الغامض كشف أسراره، ليرجع إلينا بفهم مذهل لطريقة استخدام الجنود الخصوصيين...
قراءة الكل
تنبه روبرت ينغ بيلتون إلى ظاهرة الجنود المستأجرين في الحرب على الإرهاب حين قابل فريقاً من المتعاقدين الأمنين الذين كانوا يقومون بمهمة سرية على الحدود الباكستانية الأفغانية في خريف عام 2003؛ فعقد بيلتون عزمه على القيام برحلة ملحمية طويلة للولوج في هذا العالم الغامض كشف أسراره، ليرجع إلينا بفهم مذهل لطريقة استخدام الجنود الخصوصيين.فتعال معنا لتستكشف عالماً ملطخاً بالدماء من الجنود المرتزقة والمقاتلين القبلين من جنوب إفريقية، تموله طغمة غاشمة من أرباب المال. توقف في المنطقة الخضراء في بغداد، والبس درعك الواقية من الرصاص وضع خوذتك على رأسك؛ لكي ترافق فريقاً من المتعاقدين الأمنيين وهم يسسرون بسرعة عالية، وينعطفون بشدة تجنباً للسيارات الملغمة ونيران القناصة وهم في طريقهم لإيصال عملائهم إلى المطار. شارك أصحاب الجيوش الخاصة الأثرياء كأساً من الراح في احد الفنادق الفخمة، وهم يناقشون أفضل سبل المحافظة على الحياة في مناطق الحرب.امتدت رحلة هذا الكتاب فوق أربع قارات، واستغرقت على مدى ثلاث سنوات، لتأخذنا إلى داخل الحروب القذرة للسي آي إيه؛ وإلى القتل العنيف الذي لقيه المتعاقدوت الأمنييون في الفلوجة، إلى الحصار الذي فرض عليهم في النجف والكوت؛ إلى معسكرات تدريب المتعاقدين في جنوب الولايات المتحدة، حيث يتلقى الجنود السابقون من العمليات الخاصة وحتى أفراد الشرطة في المدن الصغيرة تدريباتهم الأساسية في هذا الحقل؛ إلى مؤتمرات ومعارض المتعاقدين حيث يتبادل الحضور قصص مغامراتهم العسكرية ويناقشون مهماتهم القادمة؛ إلى السجون الكئيبة في وسط إفريقية، حيث دفع متعاقدون أمنيون تحولوا إلى جنود مرتزقة فيها ثمناً باهظاً لقيامهم بمحاولات انقلاب كان مصيرها الإخفاق.لقد شجعت الولايات المتحدة استخدام القطاع الخاص قي كا نواحي الحرب على الإرهاب، واضعة المتعاقدين خارج نطاق القانون وقيوده، وبوضوح مذهل لا يتأتى إلا بمعانيه مباشرة، يحلل لنا هذا الكتاب بدقة عالية اللاعبين الأساسيين؛ ولعل أكثر ما يثير القلق في هذا الكتاب هو أنه كشف عن وجود آلاف من المتعاقدين الأمنيين- إضافة إلى مئات غيرهم يدخلون هذا القطاع كل يوم- يحملون رخصة بالقتل، ويعرضون خدماتهم لمن يدفع الثمن الأعلى.