لقد أخذ الإنسان منذ أن أوجده الله على ظهر هذه البسيطة في البحث عن السكن المناسب له، وذلك لكي يدفع عن نفسه غوائل الطبيعة، وشتى أنواع اﻟﻤﺨاطر التي تحدق به من كل جانب. إلا أنه في الوقت ذاته لم يتوان عن الجد في طلب الطعام والكساء بما يقيم أوده ويحفظ عليه حياته باعتباره أحد الكائنات الحية حتى يتسنى له القيام بعمارة الأرض والاستمرار ف...
قراءة الكل
لقد أخذ الإنسان منذ أن أوجده الله على ظهر هذه البسيطة في البحث عن السكن المناسب له، وذلك لكي يدفع عن نفسه غوائل الطبيعة، وشتى أنواع اﻟﻤﺨاطر التي تحدق به من كل جانب. إلا أنه في الوقت ذاته لم يتوان عن الجد في طلب الطعام والكساء بما يقيم أوده ويحفظ عليه حياته باعتباره أحد الكائنات الحية حتى يتسنى له القيام بعمارة الأرض والاستمرار في هذه الحياة. إلا أن ارتفاع المستويات المعيشية للإنسان منذ أقدم الأزمنة حتى الوقت الحاضر قد عمل على تطوير ما يشتمل عليه هذا المسكن من المعاني. كما تناول هذا التطوير الحاجات الإسكانية برمتها، فهي لم تعد تقتصر على الحاجات البيولوجية فحسب، بل أخذت الأبعاد السيكولوجية والاجتماعية أيضا. ولقد كان من آثار ذلك أن استأثرت موضوعات الإسكان باهتمام أهل الرأي على اختلاف نوازعهم مما أوجد صنوف المعارف اﻟﻤﺨتلفة التي عالجت القضايا الإسكانية من جميع نواحيها. ولم تكن هذه اوضوعات بعيدة عن متناول الكتابات الاقتصادية، حيث عكف رجال الاقتصاد على دراستها في ضوء ما يشتمل عليه علم الاقتصاد من القواعد والأسس النظرية. ولا خلاف في أن تبرز هذه الجهود الجوانب ذات الطابع الاقتصادي لعمليات الإنشاءات الخاصة بإقامة الوحدات السكنية المطلوبة. كما كان ذلك إيذانا بظهور أحد العلوم الجديدة التي عرفت من قبل جمهور الكتاب ب (اقتصاديات الإسكان). وهو الموضوع الذي لا يعدو أن يكون بكرا، والذي يحتاج من القائمين على أموره المزيد من المحاولات المبذولة.