"البحث في العدالة الإجتماعية يعني البحث في أعقد معضلة يجابهها الإنسان في العصر الحاضر. فالثورات والإنتفاضات والحروب الأهلية وغير الاهلية التي نشبت وتنشب في بعض الأقطار والأمصار ترجع في أسبابها العميقة البعيدة الى فقدان التوازن في مستويات المعيشة بين الناس، واستبداد بعضهم بالبعض الأخر؛ فالغنى الفاحش في بعض المجتمعات يقابله بالضرو...
قراءة الكل
"البحث في العدالة الإجتماعية يعني البحث في أعقد معضلة يجابهها الإنسان في العصر الحاضر. فالثورات والإنتفاضات والحروب الأهلية وغير الاهلية التي نشبت وتنشب في بعض الأقطار والأمصار ترجع في أسبابها العميقة البعيدة الى فقدان التوازن في مستويات المعيشة بين الناس، واستبداد بعضهم بالبعض الأخر؛ فالغنى الفاحش في بعض المجتمعات يقابله بالضرورة فقر مدقع، ومن التباعد بين الفئات الغنية والفئات الفقيرة ينشأ الصراع على الحياة، ويبدأ الكفاح على سبيل البقاء، وقد ارتأى المصلحون وعلماء الإجتماع أن الوسيلة الوحيدة لمنع هذين الصراع والكفاح كامنة في إقامة "عدالة إجتماعية"بين الأفراد الذين يؤلفون المجتمع، بحيث تضع هذه العدالة الحدود والقيود لجمع الثروات واحتكارها وتحول دون استخدامها في وجوه ضارة باصحابها والمجتمه نفسه، كما تضمن العمال والفلاحين والكادحين والفقراء جميعاً مستوى لائقاً من العيش الكريم".