يمكن القول عموماً إن صحافة كل عصر أو مرحلة يمكنها أن تعطي صورة صادقة وحقيقية عن الأجواء السياسية والفكرية والثقافية التي كانت تسود ذلك العصر أو تلك المرحلة. خصوصاً وإن معظم ما كان ينشر أو يكتب يصدر عن جمعيات أو أحزاب سياسية لعبت دوراً مؤثراً في مجتمعاتها. وإلى حد كبير فإن هذا ينطبق على جريدة الجيل الجديد، التي أسسها انطون سعادة ...
قراءة الكل
يمكن القول عموماً إن صحافة كل عصر أو مرحلة يمكنها أن تعطي صورة صادقة وحقيقية عن الأجواء السياسية والفكرية والثقافية التي كانت تسود ذلك العصر أو تلك المرحلة. خصوصاً وإن معظم ما كان ينشر أو يكتب يصدر عن جمعيات أو أحزاب سياسية لعبت دوراً مؤثراً في مجتمعاتها. وإلى حد كبير فإن هذا ينطبق على جريدة الجيل الجديد، التي أسسها انطون سعادة مؤسس الحركة القومية الاجتماعية التي لعبت دوراً مؤثراً في الأحداث السياسية آنذاك.وبين أيدينا مجلد ضخم يضم أعداداً من هذه الجريدة التي صدر العدد الأول منها في 3 إبريل 1948، وكان بمثابة لسان حالة الحركة القومية الاجتماعية. وعن سبب تسميتها "الجيل الجديد" جاء في الجريدة أنها سميت كذلك لأنها تهدف إلى خدمة الجيل الجديد ومهمته العظمة وتعبر عن رأيه ووجهة نظره وإرادته القومية.وأعداد الجريدة التي يضمها المجلد هي الأعداد من (1-5) للسنة الأولى 1948، والأعداد (6-51) للسنة الثانية 1949، وهذه الأعداد بما احتوته من أبواب ومقالات ومقابلات تعبر بشكل صادق عن ملامح المرحلة وعن ملامح الحياة الاجتماعية والسياسية وتكشف عنا كان يدور في كواليس السياسة من مخططات ومعاهدات، وما كان يعد للمنطقة، كما أنها تعد نافذة للإطلاع على تطور الفكر القومي السوري، كما كان يعبر عنه مؤسسه انطون سعادة قبل إعدامه. ويضم العدد الأول مقابلة نادرة أجراها مندوب الجريدة مع انطون سعادة دارت حول اتفاقية النقد بين لبنان وفرنسا آنذاك ونشرت في الصفحة الأولى.