في الوقت الذي نحن فيه على عتبة الألفية الثالثة، برزت ظاهرة مهمة، ألا وهي الثورة المعلوماتية والتحول إلى مجتمع معلوماتي. وتهدف هذه الدراسة إلى تكوين تصور عام للمجتمع المعلوماتي وفهم للظاهرة المعلوماتية والوعي بها. فتحاول إلقاء نظرة عامة على التحول الكبير للمجتمع الإنساني في شتى بقاع الأرض إلى "مجتمع معلوماتي"، وتحليل هذه الظاهرة ...
قراءة الكل
في الوقت الذي نحن فيه على عتبة الألفية الثالثة، برزت ظاهرة مهمة، ألا وهي الثورة المعلوماتية والتحول إلى مجتمع معلوماتي. وتهدف هذه الدراسة إلى تكوين تصور عام للمجتمع المعلوماتي وفهم للظاهرة المعلوماتية والوعي بها. فتحاول إلقاء نظرة عامة على التحول الكبير للمجتمع الإنساني في شتى بقاع الأرض إلى "مجتمع معلوماتي"، وتحليل هذه الظاهرة الحديثة، وتبيان مغزاها وآثارها، بالاعتماد على توثيق الأرقام والمؤشرات الإحصائية. وتقدم تعريفاً لتقنيات المعلومات والاتصالات وآثارها الاقتصادية، وتحرير محاورها الثلاثة وبزوغ ما يسمى بـ "المواطن الشبكي".وتعمل الدراسة على استشراف الشكل المستقبلي للمجتمع المعلوماتي والأجيال الجديدة من تقنيات المعلومات، وآثار الثورة المعلوماتية الإيجابية في الصناعة والأعمال التجارية والأبحاث العلمية وفي المكاتب والمنازل وقطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة، ثم تعرج إلى اتجاه الدول المتقدمة الغنية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان للتحول المتسارع إلى المجتمع المعلوماتي، وكذلك تجربة ماليزيا بوصفها إحدى الدول النامية، وموقع الدول العربية إزاء هذا التحول الخطير.ثم تناقش هذه الدراسة سلبيات الثورة المعلوماتية مثل: ضعف الأمن، وانتهاك الخصوصية، وقضية الهوة المعلوماتية بين الفقراء والأغنياء (سواء أكانوا دولاً أم أفراداً)، وهل هي في ازدياد أم في تناقص؟وتقترح الدراسة استراتيجية لعلها تساهم في التقليل من انهيار وتخلف المجتمعات التي تزداد الهوة المعلوماتية لديها والتي ستنال آثارها السلبية ليس هذه المجتمعات الأقل نمواً فقط، بل أيضاً جميع من على وجه الأرض؛ ما يجعل التحول إلى مجتمع معلوماتي ضرورة ملحة.