الكتاب عبارة عن سيرة انطوان خير وكما في كل سيرة جزء من تاريخ لبنان ليس السياسي فحسب، بل العلمي والاداري والاجتماعي الخ... خصوصاً لمن عايشوا الشأن العام وخاضوا فيه ومارسوا السياسة او الحزبية، ومن لم يفعل مباشرة فمداورة، وفي تلك الايام كانت البلاد منقسمة سياسياً بين كتلوي ودستوري، كما هي اليوم بين 8 و14 آذار.المتدرج في المحاماة في...
قراءة الكل
الكتاب عبارة عن سيرة انطوان خير وكما في كل سيرة جزء من تاريخ لبنان ليس السياسي فحسب، بل العلمي والاداري والاجتماعي الخ... خصوصاً لمن عايشوا الشأن العام وخاضوا فيه ومارسوا السياسة او الحزبية، ومن لم يفعل مباشرة فمداورة، وفي تلك الايام كانت البلاد منقسمة سياسياً بين كتلوي ودستوري، كما هي اليوم بين 8 و14 آذار.المتدرج في المحاماة في مكاتب محامين من الكتلة الدستورية، تدرّج في التعليم الجامعي وفي الوظائف الادارية التي تسلمها حتى اعلاها، مستنداً الى علمه وقدراته.الكتلوي الهوى يعبّر عن اعجابه بريمون اده لأنه "من النادر ان ترى رجلاً يرفض رئاسة الجمهورية الا بشروطه في بلد يتهافت فيه رجال السياسة على أقل من ذلك بكثير".أحب القضاء، لانه اقرب الى مزاجه، وخصوصاً الاداري "الاقرب الى اختصاصي الجامعي"، وأوصلته خبرته الى خلاصة اكتسبها من اول تجربة له، فيقول: كان الرئيس الحص قد ألمح خلال حديثي معه الى تعييني في الغرفة الادارية لأساعد في مراقبة النصوص التشريعية التي تعرض عليها، الا انني فوجئت (ولم تكن المفاجأة الاخيرة لي في القضاء) بقرار يصدر عن وزير العدل ويلحقني بالغرفة الرابعة المختصة بالعقود الادارية والاشغال العامة، واذا برئيسها المرحوم وليم نون يحيل اليّ الباقي من ملفات المحكمة الادارية الخاصة التي ألغاها القانون الصادر بمرسوم سنة 1975 والذي نظم القضاء الاداري من جديد. تعلمت يومها ان القاضي ينظر في ما يعطى له من ملفات احبها او لم يحبها وانني سأبقى بعيداً مثلا عن غرفة الإبطال التي يفضل لها الحاكمون لربما قضاة اكثر طواعية مني".طالما كان القضاء خاضعاً للسلطة السياسية، سيبقى غير مستقل ومشكوكاً في صدقيته. والاسوأ من تدخل السلطة في القضاء، سواء بالتعيينات او بتزلم قضاة لجهة سياسية بغية الوصول الى المراكز، ان يصبح طموح القاضي خطراً على استقلاليته، فعندذاك "الافضل له ان يختار عملاً آخر".