هل نعرف كشعوب شرقية تاريخ أوروبا بما يكفي؟ أعتقد أن الإجابة التي ينبغي إيلاؤها للسؤال: ليست "نعم". كيف يكون ذلك؟ في حين إننا نعيش معهم بعض الأحيان بالسلم و بأحيان أخرى بالحرب لآلاف السنين، و نحن نعيش تحت تأثر واسع بهم اعتبارا من أواخر القرن الثامن العشر. منذ أواخر نصف القرن الحالي، وتحديداً (من عام 1960 حتى يومنا هذا) يعيش قرابة...
قراءة الكل
هل نعرف كشعوب شرقية تاريخ أوروبا بما يكفي؟ أعتقد أن الإجابة التي ينبغي إيلاؤها للسؤال: ليست "نعم". كيف يكون ذلك؟ في حين إننا نعيش معهم بعض الأحيان بالسلم و بأحيان أخرى بالحرب لآلاف السنين، و نحن نعيش تحت تأثر واسع بهم اعتبارا من أواخر القرن الثامن العشر. منذ أواخر نصف القرن الحالي، وتحديداً (من عام 1960 حتى يومنا هذا) يعيش قرابة خمسة ملايين مواطن تركي في أوروبا، و يعملون هناك ويسهمون بصناعة أشكال وأنماط الحياة في الغرب، ولكن من جهة أخرى لازلنا نحاول الدخول في "الإتحاد الأوروبي" حتى يومنا هذا. و لهذا علينا أن نعرف تاريخ أوروبا أو باسمه الآخر (تاريخ الغرب) بخطوطه العريضة على الأقل. بالرغم من وجود عدد كبير من الكتب الأكاديمية والعامة التي تشرح تاريخ أوروبا بجوانبه المتعددة ، إلا أن النقص في كتب تكسب المعلومة المجملة للقارئ، وتجذبه لقراءة الكتاب في دفعة واحدة كان يشد إنتباهي منذ فترة. وقد فكرت فيما يمكنني فعله، فأحببت أن أقدم الدراسات التي حصلت عليها خلال بضعة أعوام للقارئ باختصار و بموضوعية، و قد استخدمت أسلوباً واضحاً وبسيطاً في التعبير واختزال المعلومات وبسطها للقارئ لتتحقق الاستفادة المرجوة. من يقرئ هذا الكتاب الصغير بعدما يدرك الإطار الواسع و التسلسل الزمني - إن كان يريد ذلك - فيمكنه أن يتعمق في ما يريده من المجالات الواردة في الكتاب،وهنا، لا بد لي من القول: ما أسعدني إذا أفدتكم. و مما لا شك فيه أن الجهد منا والعون من الله.