تحاول المؤلفة من خلال هذا الكتاب، الذي يضم 45 شهادة لباقة غنية من السياسيين والكتاب والأكاديميين العرب وبعض الأجانب المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط والأديان، تشريح حالة "الثورة" في المنطقة العربية، من لحظة انطلاقتها وما قبل، وصولاً إلى ما أفرزته اليوم من واقع عربي جديد، مروراً عبر تقييم كل مراحلها الانتقالية، وإلقاء الضوء على ا...
قراءة الكل
تحاول المؤلفة من خلال هذا الكتاب، الذي يضم 45 شهادة لباقة غنية من السياسيين والكتاب والأكاديميين العرب وبعض الأجانب المتخصصين في دراسات الشرق الأوسط والأديان، تشريح حالة "الثورة" في المنطقة العربية، من لحظة انطلاقتها وما قبل، وصولاً إلى ما أفرزته اليوم من واقع عربي جديد، مروراً عبر تقييم كل مراحلها الانتقالية، وإلقاء الضوء على الأحداث التي واكبتها في محاولة لفهم ما حدث قبل عامين، وتحليل ما يحدث اليوم مع استقراء مستقبل المنطقة في ظل المعطيات الراهنة.إن الرسالة التي يريد البحث المطول في هذا الكتاب إيصالها، هي رسالة أقرب إلى الاستغاثة التي يطلقها البحار التائه، ربما يراه مبصر ما، يمد له يد التعاون حتى يخرجا معاً من دوامة الأزمة. ودوامة الأزمة هنا هي غياب الرؤية العربية الحضارية وافتقاد الوعي لدرجة انعدام النضج والحس السياسي لما يحاك داخلياً ضد الوطن العربي ومنطقة الشرق الأوسط. وليس معنى هذا أن البحث يميل إلى نظرية المؤامرة التي أعتقد بها البعض وفسر بها أجواء الربيع العربي، لا. ليس الأمر هكذا، ولا ترى المؤلفة أن هناك ثمة مؤامرة بقدر ما هناك عدم إدراك للحظة العربية الراهنة. وهذا هو ما يجعل المنطقة تسير وفقاً للأهواء لا وفقاً للغة المصالح والتحولات الدولية وإثبات الذات العربية بفرض مشروعها الحضاري حيث تكمن الأزمة: "غياب المشروع الحضاري"!