عملت حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين على تثبيت حضورها بشكل قوي وفاعل في ميادين عديدة: اجتماعية وجهادية وسياسية... ولكن -يبقى وبحكم وجود الاحتلال- الجانب العسكري/الجهادي طاغياً على مسيرة هذه الحركات. والمتتبع لمسيرة هذه الحركات وخصوصاً حماس والجهاد الإسلامي يجد ارتباطاً وثيقاً بين السياسي والديني حتى يكادا يتماهيان في وجودهما....
قراءة الكل
عملت حركات المقاومة الإسلامية في فلسطين على تثبيت حضورها بشكل قوي وفاعل في ميادين عديدة: اجتماعية وجهادية وسياسية... ولكن -يبقى وبحكم وجود الاحتلال- الجانب العسكري/الجهادي طاغياً على مسيرة هذه الحركات. والمتتبع لمسيرة هذه الحركات وخصوصاً حماس والجهاد الإسلامي يجد ارتباطاً وثيقاً بين السياسي والديني حتى يكادا يتماهيان في وجودهما.ومن تتبع آثار هذا الارتباط نجد أن الحركتين لا تختلفان كثيراً في منطلقاتهما وغاياتهما. ويكاد لا يلحظ ذلك الاختلاف، وخصوصاً مع تطور حضور الحركتين ووجودهما على الساحتين الفلسطينية وبشكل أقل الإقليمية.وقد أدركت الحركتان ذلك من خلال التنسيق المتزايد بينهما، والذي كان معدوماً عند نشوء حركة الجهاد الإسلامي وبروز حركة حماس كواجهة لحركة الإخوان المسلمين. ويلاحظ في الفترة الأخيرة تنسيق متزايد بين الحركتين تمثل بمواقف سياسية مشتركة عديدة منها إعلان الهدنة.وقد أعلنت الحركتان، بتاريخ 29/6/2006، مبادرة تعليق لعملياتهما العسكرية ضد الكيان الصهيوني، مشترطتين وقف العدوان الصهيوني الشامل ضد الشعب الفلسطيني، وإطلاق سراح جميع الأسرى.وقد أثارت هذه الخطوة/المبادرة الكثير من الجدل في الأوساط الفلسطينية والعربية والإسلامية بين مؤيد أو رافض أو ملتزم الصمت عن التعليق عليها. لماذا هذا الإعلان وبهذا التوقيت بالذات؟! لماذا رفضت الحركتان وثيقة غزة في آب، وأعلنتا مبادرتهما في حزيران من هذا العام؟ ما هي المكاسب، التي حققتاها؟ والسؤال الأخطر الذي يطرحه البعض: هل تراجعت الحركتان عن أفكارهما "المتشددة"، ودخلتا اللعبة الواقعية من أوسع أبوابها؟ أم الصحيح أن الحركتين باتتا تنتهجان سياسة أساسها أقصى التشدد في الجوهر وإبداء المرونة في الشكل؟ وما هي أوجه الاتفاق والاختلاف بين مواقف الحركتين في الفترة الأخيرة؟أسئلة عديدة ومعقدة تدعي هذه الدراسة القدرة على الإجابة عليها، ولكن من المهم إلقاء الضوء، ووضع الإجابة عليها ضمن إطارها الصحيح كي لا يجلد الإنسان ذاته، أو يقرأ الأحداث بعيون الآخرين فلا يخرج بنتيجة مقنعة أو قراءة للأحداث صائبة...وبالعودة لمتن الدراسة نجدها تتضمن نبذات عن حركتي حماس والجهاد وكتائب الأقصى، وثيقة غزة، حوار القاهرة، خريطة الطريق، نص بيان حركتي حماس والجهاد حول إعلان الهدنة، ونص آخر حول إلغاء الهدنة، تطور أداء المقاومة، مواقف الحركتين من وثيقة جنيف وتفويض السلطة...