تأتي أهمية هذا الكتاب الجديد الذي وضعته الدكتورة "هدى جابر" عن القاهرة خلال القرن السادس عشر أن هذا القرن، لم يلقي اهتمامًا كالذي لقيه بقية العصر العثماني، لذلك راحت المؤلفة ترصد لنا حدودا إدارية للعاصمة عند مجئ العثمانيين إليها في أوائل القرن السادس عشر ثم جعلت ترصد كيف نمت واتسعت وتطورت تطورًا عمرانيًا، شبت به عن الطرق وخرجت ع...
قراءة الكل
تأتي أهمية هذا الكتاب الجديد الذي وضعته الدكتورة "هدى جابر" عن القاهرة خلال القرن السادس عشر أن هذا القرن، لم يلقي اهتمامًا كالذي لقيه بقية العصر العثماني، لذلك راحت المؤلفة ترصد لنا حدودا إدارية للعاصمة عند مجئ العثمانيين إليها في أوائل القرن السادس عشر ثم جعلت ترصد كيف نمت واتسعت وتطورت تطورًا عمرانيًا، شبت به عن الطرق وخرجت عن أسوارها المعروفة، ولعل هذا ما حدثا باستاذنا المرحوم الدكتور: يونان لبيب رزق إلى أن يقترح في البداية أن يسمي عنوان هذا الكتاب "القاهرة والخروج من الاسوار" ثم راحت المؤلفة تتساءل هل كان عمران القاهرة توسعا أم عمرانا، فألقت بنظرة بانورامية على ساحتها مستعينة بالخرائط والاحصائيات لتوضح شكل وحجم العمران وتفسر أسبابه ودواعيه.كما درست شئون الصحة والنظافة وتجميل المدينة والخدمات العامة، لتجيب على السؤال إلى أي مدى تفاعلت إدارة القاهرة مع مشاكلها وإلى أي مدى استجاب القاهريون، ومن الموضعات المهمة التي عالجها هذا الكتاب مسألة الأمن وتأمين القاهريين على ممتلكاتهم وأرواحهم، فتناولت الأمن العسكري وكيفية مواجهة الفوضى والاضطرابات العسكرية، ثم الأمن الاقتصادي وتأمين الأهالي ومكافحة الجريمة، وأساليب العقاب.. إلخ، واستكمالًا لدراسة وضع المجتمع والاحوال الشخصية للقاهريين، أنشأت فصلًا مهما قدمت فيه اجتهادات تتعلق ببنية المجتمع وفئاته الاجتماعية وأصولها.المهم أن المؤلفة قدمت معلومات جديدة وثرية وموثقة، وصححت كثيرًا من الأحكام العامة المتعلقة بنمو المدينة عمرانيًا وبشريًا لتبدو لنا المدينة على حقيقتها في اضطراد نموها، بناء حيا من الحجر والبشر، وعرضت ذلك بشكل علمي طيب تستحق عليه الثناء والتقدير باعتباره يجلو لنا - بشكل علمي صفحة مهمة من تاريخ القاهرة وتاريخ الوطن ونهضته.