في عملية تفكيكية، وبأسلوب فلسفي راقي يقتحم الأستاذ الدكتور (مهدي إمبيرش) عالم الخطاب الديني، ويحدثنا ويفيض في حديثه دون إسهاب أو تطويل يؤدي إلى ملل، ولكنه السهل الممتنع، يبدأ بحديث عن مفهوم (الخطاب) يطوف فيه بين المفاهيم الدينية والفلسفية واللغوية بتنوير من آيات قرآنية، ليزيل لبسًا طال في مفاهيم (الدين) و(الشريعة) فنجده يقول: "إ...
قراءة الكل
في عملية تفكيكية، وبأسلوب فلسفي راقي يقتحم الأستاذ الدكتور (مهدي إمبيرش) عالم الخطاب الديني، ويحدثنا ويفيض في حديثه دون إسهاب أو تطويل يؤدي إلى ملل، ولكنه السهل الممتنع، يبدأ بحديث عن مفهوم (الخطاب) يطوف فيه بين المفاهيم الدينية والفلسفية واللغوية بتنوير من آيات قرآنية، ليزيل لبسًا طال في مفاهيم (الدين) و(الشريعة) فنجده يقول: "إن المقدمة التي أشرت فيها إلى أن أغلب المصطلحات التي نتوهم أننا بلغنا معناها هي ما تزال دون ذلك مهمة لمعالجة مصطلح الدين والشريعة، فملايين المسلمين على سبيل المثال يستخدمون مصطلح الدين ومصطلح الشريعة، ولكنني أظن أن الكثير منهم لو طرح عليهم سؤالًا فلسفيًا ماهويًا، أي: ما الدين؟ وما الشريعة؟ فإننا سندرك الفرق الكبير في المفاهيم، مع وضعنا في الذهن أن السؤال الماهوي هو سؤال عن غائب، ومن ثم فكأننا نعترف ضمنيًا أن المعنى ليس مدركًا بعد، بدليل أننا وضعناه في الـ(هو)، أي في الغيبة، وهذا هو ما ذهبت إليه في صعوبة بل واستحالة قدرة الإنسان المحدود على إدراك المعاني المطلقة واستيعابها، ومن ثم فإن لعبة الأشكال المنطقية والتجريد العددي والتأويل لعبة مكشوفة تعبر عن عجز، لا يعترف به صاحبه، إلى حد تحوله إلى مرض نفسي، فالثيوقراطية، والدكتاتورية بأشكالها الشمولية، والانغلاق والانطواء كلها مظاهر مرض نفسي، ومن ثم فإن هذه الحالات تحتاج إلى مباحث نفسية سيكولوجية أكثر منها ضمن الأفكار، والنظريات.