نبذة النيل والفرات:كل من يعنى بدراسة تاريخ الحركة (أو الحركات) الوطنية أو القومية في وطننا العربي (وفي مشرقه بنوع خاص) في القرن العشرين لا بد أن يمَر مروراً متوصلاً وأن يتوقف توقفاً متأنياً أمام عدد من المؤسسات أو العناوين السياسية و/أو الثقافية التي كان لها دور ريادي في إطلاق تلك الحركات أو في توجيهها ورسم معالمها أو في ترك بصم...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:كل من يعنى بدراسة تاريخ الحركة (أو الحركات) الوطنية أو القومية في وطننا العربي (وفي مشرقه بنوع خاص) في القرن العشرين لا بد أن يمَر مروراً متوصلاً وأن يتوقف توقفاً متأنياً أمام عدد من المؤسسات أو العناوين السياسية و/أو الثقافية التي كان لها دور ريادي في إطلاق تلك الحركات أو في توجيهها ورسم معالمها أو في ترك بصمات مؤشرة ومؤثرة في مسيرتها. ومن أبرز هذه العناوين وأكثرها حضوراً النادي الثقافي العربي (بيروت)، والكتاب الأحمر، ونادي المثنى (بغداد). لكن عنواناً واحداً يكاد يغلب عليها جميعاً ويشكل حلقة وصل بينها وجامعاً مشتركاً وهو العروة الوثقى.كانت هذه الجمعية التي تأسست في نهايات الحرب العالمية الأولى في رحاب الجامعة الأمريكية في بيروت وامتد العمر بها إلى أواسط الخمسينات مصنفاً للرجال ومطبخاً للأفكار في كافة مجالات العمل الوطني والسياسي، ولأهمية هذه الجمعية ولإبراز أهدافها وتطلعات أعضاءها السياسة والفكرية، اهتم المؤلف "أمجد ديب غنماً بوضع مؤلفه الذي بين أيدينا والذي يجمع فيه دراسة موثقه وموسعيه يدور مضمونها حول تاريخ جمعية العروة الوثقى وأعضائها وأهدافها.وليحيط المؤلف بكافة جوانب موضوعه عمد إلى تقسيم دراسته هذه إلى ثلاثة أقسام جاءت موضوعاتها كما يلي: في المقدمة جمع بحثاً عرف فيه بالجمعية وبأهم الأعلام اللذين انضموا إليها خلال مسيرتها النضالية. أما في القسم الأول فجمع معلومات موثقة تدلل بنشاط الجمعية وبدستورها وتشييدها، وذلك في محاولة منه لتوضيح الأسس التي قامت الجمعية عليها، هذا وضمن القسم الثاني نبذة تناول فيها نشاطات الجمعية الأدبية والسياسية والقومية، في حين أفرد القسم الثالث والأخير للشهادات التي أدلاها بعض الأعلام المثقفين لهذه الجمعية ومن هؤلاء نذكر: السيد تابت مهايني، السيد موريس تابري، السيد هاني الهندي.