آمن الريحاني بالتطورية الدارونية ودعا إليها، بعد أن ساعدته لغته الإنكليزية في الاطلاع على مؤلفات داروين. فطوّع مبادئ هذه النظرية وأدخلها في نصوص الأدبية، مشيراً إلى اعتناقه إيها في أكثر من مناسبة. واصطبغ أدبه وآراؤه بصبغة تطورية، وجد من خلالها أن كل فعل في هذه الحياة يخضع لناموس الترقي والتطور الذي يطاول مختلف وجوه الحياة الديني...
قراءة الكل
آمن الريحاني بالتطورية الدارونية ودعا إليها، بعد أن ساعدته لغته الإنكليزية في الاطلاع على مؤلفات داروين. فطوّع مبادئ هذه النظرية وأدخلها في نصوص الأدبية، مشيراً إلى اعتناقه إيها في أكثر من مناسبة. واصطبغ أدبه وآراؤه بصبغة تطورية، وجد من خلالها أن كل فعل في هذه الحياة يخضع لناموس الترقي والتطور الذي يطاول مختلف وجوه الحياة الدينية، والطبيعية، والاجتماعية، والسياسية، والتاريخية، والاقتصادية، والروحية، واللغوية، والأدبية، والفكرية.وهذه النظرية-التي تقول بترقي الامور والسير بها نحو الأفضل-دفعت الريحاني إلى أن يكون مصلحاً اجتماعياً، فكان متأثراً في دعواه الإصلاحية، بهذه النظرية التي تحثّ على تطور المجتمع وتغييره، وبالتالي على نشوئه وارتقائه، بغية مسايرة ناموس الحياة والطبيعة، وإبقاء مظاهر هذه الحياة وقطاعاتها في حركة وتجدّد مستمر. فالتزم قضايا شعبه، وعمل على إصلاح مختلف وجوه الحياة، سلاحه في ذلك الكلمة، قالها ومشى غير مبال بلومة لائم، أو غضب حاكم. تصدى لمختلف محاور الحياة السياسية، والاجتماعية، والتربوية، والإنسانية، والدينية، والاقتصادية، والأدبية، واللغوية، محاولاً إصلاح كل منها، متأثراً بأفكار الغرب، وتعاليم الثورة الفرنسية، وفلسفة عصر الأنوار، جامعاً في ذلك بين مادية الغرب وروحانية الشرق وأخلاقياته.