مؤلف هذا الكتاب أستاذ جعل وكده في التوجيه الخلقي من خلال نظرات دينية اجتماعية قد طالعها فوعى واقتبس وابتكر، فتناول مواضيع شتى تجري إلى مصب واحد هو التثقيف الأدبي، يقيناً منه بأن الناس أصبحوا في عصر الآلة هذا -وإن بلغوا القمر وطمحوا إلى احتلال المريخ- أحوج ما يكونون إلى الروحانيات التي تخلفت أو خمدت، فحاول إذكاءها بما استطاع من ب...
قراءة الكل
مؤلف هذا الكتاب أستاذ جعل وكده في التوجيه الخلقي من خلال نظرات دينية اجتماعية قد طالعها فوعى واقتبس وابتكر، فتناول مواضيع شتى تجري إلى مصب واحد هو التثقيف الأدبي، يقيناً منه بأن الناس أصبحوا في عصر الآلة هذا -وإن بلغوا القمر وطمحوا إلى احتلال المريخ- أحوج ما يكونون إلى الروحانيات التي تخلفت أو خمدت، فحاول إذكاءها بما استطاع من برهان حاسم، وحمية دينامية، وصوت مرتفع يرين على ضوضاء الآلة وقد صمت من جراء صخبها الآذان.إلى الخير اتجه الأستاذ لويس أبي عتمة يبتغي نشره في الأسرة والمدرسة والأمة فخاطب النشء الطالع مهيباً بالشباب إلى نهضة روحية تذود عن القيم العلى معنفاً -بلغة المحبة- الكسالى والخاملين الذين يمرون في الحياة مرور النسيم على الصخور أو عبور الظل على الرمال سيان وجودهم والعدم. ثم تراه يحمل حملة شعواء على المفاسد التي يلفح هجيرها القلوب الغضة فتذوي قبيل نضجها بما تبث فيها مشاهد السينما والتلفزيون والمجلات والكتب التي تتجر بالخلاعة فترتزق وتثري من وراء تلك السموم التي تفعل في الأفئدة أضعاف ما يفعل سم الأفاعي.وأنه ليضن بلبنان على الفناء الأدبي إذ يتحلل أبناؤه مما أورثهم الجدود من الإيمان بالله والخلقيات ومن تقاليد مشكورة ومن مكرمات وشمم، بيد أنه لا يتنكر لأساليب الحضارة بل يحض عليها متطوراً شرط أن يكون التطور تقدمياً فعلياً لا انحدارياً تقهقرياً. ولم يكن له بد في هذا المقام من ضرب الأمثلة واتخاذها من الواقع الإلحادي فطفق يثبت بالأدلة أن الخاء والمساواة والحرية مفاهيم يراد بها الدجل والتضليل فمثلها في الواقع مثل الغول والعنقاء.وترى المؤلف ينفذ من خلال حياة السيد المسيح إلى الإشادة بفضيلتي الوداعة والمحبة وهما الركنان الأساسيان للمسيحية وأنه من وراء ذلك يعرض بالمستكبرين تعريضاً يراد به الإصلاح بعيداً عن النقد الحاقد. ويتكلم عن الكهنوت وأهميته.ويتحدث عن الصلاة فيعتبرها مناجاة بين المخلوق والخالق وفعلاً داخلياً حميماً يتعدى الطقوس الخارجية والمراسيم الجاهزة إلى ما هو أبعد منها غاية وأجل قصداً. وهو في بعض الفصول يتصدى لروحنة المادة إذ لا محيد عنها للإنسان ما بقي على وجه الأرض.