نبذة النيل والفرات:تعد حركات الإصلاح في المسيحية والإسلام نقطة تحول كبير في تاريخ كلتا الديانتين، ولدراستها أهمية كبرى بغية التعريف على الإصلاح المسيحي الذي قام ليزيح حقبة البابوية ولاهوتها من مجرى تواصل الحضارة الغربية، بينما مثل الإصلاح الفكري في الإسلام إجتهادات المصلحين لتجديد وتنويع خيوط الإتصال وتوثيقها بالمنابع الجوهرية و...
قراءة الكل
نبذة النيل والفرات:تعد حركات الإصلاح في المسيحية والإسلام نقطة تحول كبير في تاريخ كلتا الديانتين، ولدراستها أهمية كبرى بغية التعريف على الإصلاح المسيحي الذي قام ليزيح حقبة البابوية ولاهوتها من مجرى تواصل الحضارة الغربية، بينما مثل الإصلاح الفكري في الإسلام إجتهادات المصلحين لتجديد وتنويع خيوط الإتصال وتوثيقها بالمنابع الجوهرية والنقية للإسلام، وإزالة الشوائب والعقبات والبدع من قنوات الإرتواء الفكري من تلك المنابع النقية لضمان التواصل الحضاري ليكون الإصلاح الفكري في الإسلام دائماً وثيق الصلة بالعقيدة الدينية السامية ولإستحضار المفاهيم الإسلامية السمحاء وإبعاد الزيغ والتحريف عنها.إن منهج الكاتب في هذه الدراسة منصبٌ على بحث الإصلاح الديني في المسيحي من خلال دراسة الأديان، ورعى الجانب التاريخي بقدر ما يخدم الرسالة، وفي دراسته حول الإصلاح في الإسلام حاول قدر المستطاع تحاشى الخوض في جزئيات الإصلاح والتجديد في الإسلام، لأنها تحتاج إلى دراسات معمقة وتفصيلية، لذا اكتفى بالوقوف على النقاط الرئيسة للإصلاح في الفكر الإسلامي ومواقف المجددين ومن ثم قارنها بالإصلاح الديني في المسيحية، وعلى الرغم من كثرة المجددين في الإسلام إلا أن تطرق فقط للشخصيات الرائدة والبارزة في الإصلاح.واشتملت الرسالة على تمهيد وثلاثة فصول بالإضافة إلى المقدمة والنتائج والملاحق، ففي التمهيد تطرق إلى نشأة الديانة المسيحية وعباداتها، ووضح الثالوث المسيحي ومدى تأثر المسيحيين بالأفكار الوثنية، إضافة إلى بيان الفرق المسيحية القديمة والحديثة وأهم الأسباب التي دعت إلى بيان إنفصال الكنيسة.أما الفصل الأول فعرف فيه الإصلاح لغة وإصطلاحاً في الفكر الإسلامي والمسيحي، ووضح مصطلح الكنيسة وما يتعلق بها، وأما الفصل الثاني فعالج فيه سيرة ونشاطات أول وأبرز المصلحين (مارتن لوثر) وأعماله الإصلاحية، ونبذة عن حياة (الريخ زوينطلي) وأهم أعماله الإصلاحية، وسيرة (جون كالظن)، وأما الفصل الثالث فقد خصص للإصلاح الإسلامي ومقارنته بالإصلاح المسيحي.