الإعجاز القرآني في التعامل مع النفس البشرية

قرون عديدة مرت على وصول رسالة السماء إلى الأرض التي تضمنها القرآن الكريم وما زال الإنسان المسلم يكتشف كل يوم الجديد المعجز في هذا الكتاب الكريم (سنريهم ءايتنا في الأفاق وفي أنفسهم) [فصلت: 53] معجزات كونية وأخرى تتعلق بمخلوقات الله تعالى من الإنسان وحتى أصغر مخلوقاته، معجزات مادية لا عد لها ولا حصر اكتشفها الإنسان وأثبتها في مختلف العصور ولا سيما في هذا العصر الذي نعيش والذي تجلت به معجزات القرآن الكريم كما لم يحدث من قبل وعلى مختلف الصعد.وفي هذا الكتاب تناول المؤلف جانباً من معجزات القرآن الكريم وهو الجانب المتعلق بالنفس الإنسانية وكيف تعامل معها هذا الكتاب المعجز بكل أحوالها وتقلباتها وإنفعالاتها ورغباتها بحيث يجعل منها نفساً نقية مطمئنة خالية من العقد والأمراض النفسية المختلفة، نفساً تفيض بالخير والسكينة والعطاء وحب الخير، تسعى لتوفير العدل والرحمة في هذه الحياة الدنيا، كما لا تخشى الموت ولقاء ربها لأنها تؤمن بما ينتظرها بعد الممات وفي الحياة الأخرى.وهذا "الإعجاز القرآني" في التعامل مع النفس الإنسانية إلى جانب معجزاته الأخرى الكثيرة والمتجددة المستمرة من الأسباب التي كان لها الأثر الأكبر في تمسك المسلمين بقرائهم جيلاً بعد جيل ويوماً بعد آخر، وسبب تمسكهم بتعاليم الإسلام وأحكامه.