منذ وصولي إلى مدينة إستانبول، مع شقائق الخيوط الأولى لضياء فجر هذا اليوم ، والمدينة غارقة بالمياة حيث السماء تمطر كلابا وفئرانا ويبدو ان مناخ بلاد الأتراك يعي يقينا أننى قادم من جفاف قاحل أصابني بالظمأ ، وأصاب الصحراء بالجفاف. غير أنني اجتهدت في جولاتي هذا الصباح الباكر متجنبا بلل المطر في الوصول إلى مقهى "باديهانا" الواقع في جا...
قراءة الكل
منذ وصولي إلى مدينة إستانبول، مع شقائق الخيوط الأولى لضياء فجر هذا اليوم ، والمدينة غارقة بالمياة حيث السماء تمطر كلابا وفئرانا ويبدو ان مناخ بلاد الأتراك يعي يقينا أننى قادم من جفاف قاحل أصابني بالظمأ ، وأصاب الصحراء بالجفاف. غير أنني اجتهدت في جولاتي هذا الصباح الباكر متجنبا بلل المطر في الوصول إلى مقهى "باديهانا" الواقع في جادة إيطاليا بأطراف حى تقسيم ، خلف شارع الاستقلال. لقد كانت النية أن التقي بالرسام التشكيلي"أردم" الذي لا أعرف له عنوانا في مدينته إستانبول غير هذا المقهى. كان ملحق"شرفات" الثقافي الأسبوعي لجريدة عمان في جيب معطفي الواقي من المطر، ويحتوي على مقالة كتبها الشاعر صالح العامري عن هذا الرسام. لقد حضرت لقاءهما السنة الماضية في هذا المقهى ووعدته عند عودتي لإستانبول بإحضار الجريدة معي حالما يتم نشر هذه المقابلة معه ورجوعي سالما إلى هذه المدينة. وحالما وصلت المكان المعنى الذي يطلق عليه إردم "الجاليري المجاني" تذكرت مقولته الظريفة حينما سألناه عن المكان الذي يعرض فيه لوحاته وكانت إجابته : هنا على حيطان هذا المقهى العتيق.