كتاب « منتهى السُّول » شرح مؤلفه رحمه الله فيه كتاب « وسائل الوصول إلى شمائل الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم » للشَّيخ يوسف بن إسماعيل النَّبهاني رحمه الله تعالى .وقد استغرق في شرحه العظيم هذا قرابة خمس وعشرين سنة ، جمع فيه وأوعى .شرح لفظه ، وجلَّى معناه ، وأوضح مقصوده ومرماه ، وذلك بإتمام مباحثه ، وتوسيع دائرته ، وإضافة فوائد ...
قراءة الكل
كتاب « منتهى السُّول » شرح مؤلفه رحمه الله فيه كتاب « وسائل الوصول إلى شمائل الرَّسول صلى الله عليه وآله وسلم » للشَّيخ يوسف بن إسماعيل النَّبهاني رحمه الله تعالى .وقد استغرق في شرحه العظيم هذا قرابة خمس وعشرين سنة ، جمع فيه وأوعى .شرح لفظه ، وجلَّى معناه ، وأوضح مقصوده ومرماه ، وذلك بإتمام مباحثه ، وتوسيع دائرته ، وإضافة فوائد ، وتقييد شوارد .فهو بحقٍّ لم تكتحل أعين أهل زماننا بمثله ؛ إذ خلا من الحشو الزَّائد ، وجمع ما تطمح إليه نفوس مبتغي الفوائد ، مع دقَّة تعبير ، وسلامة أُسلوب ، وجودة تحقيق بأسلوب لا يقدر عليه في زماننا غيره ، وهو أسلوب سبك عبارة المؤلِّف مع الشَّرح في قالب واحد ، وكأنَّها كتبت بقلم واحد ، ولسان واحد .وأصدق وصف للكتاب .. هو ما قاله مؤلِّفه بنفسه ؛ فأهل مكَّة أدرى بشعابها ؛ فنلخِّص من كلامه ما يلي :( إن أَولى ما صُرفت إليه العناية ، وجرى المتسابقون في ميدانه إلى أفضل غاية .. فنُّ الشَّمائل المحمَّديَّة ، المشتمل على صفاته السَّنيَّة ، ونعوته البهيَّة ، وأخلاقه الزَّكيَّة ، الَّتي هي وسيلة إلى امتلاء القلب بتعظيمه ومحبَّته صلى الله عليه وسلم ، وذلك سببٌ لاتباع هديه وسُنَّته ، ووسيلة إلى تعظيم شرعه وملَّته ، وتعظيمُ الشريعة واحترامها .. وسيلةٌ إلى العمل بها ، والوقوف عند حدودها ، والعملُ بها والوقوفُ عند حدودها .. وسيلة إلى السَّعادة الأبدية ، والسِّيادة السَّرمديَّة ، والفوز برضا ربِّ العالمين .. الَّذي هو غاية رغبة الرَّاغبين ، ونهاية آمال المؤمِّلين .ولمَّا كان كتاب « وسائل الوصول إلى شمائل الرَّسول صلَّى الله عليه وآله وسلَّم » من أجلِّ ما أُلِّف في محاسن قطب الوسائل ، ومنبع الفضائل ، الحائز لكلِّ المفاخر الفاخرة ، وسيِّد أهل الدُّنيا والآخرة ؛ فإنَّه جَمَعَ شمل شمائل سيِّد الأنام ، من متفرِّقات كتب علماء الإسلام ، ورتَّبها أحسن ترتيب ، ونظمها أحسن نظام ، بحيث إنَّ مطالع هذا الكتاب كأنَّه يشاهد طلعة ذلك الجناب ، ويرى محاسنه الشَّريفة في كلِّ باب .. دعاني حبُّ سيِّد الأحباب ، إلى وضع تعليقات على هذا المجموع المستطاب ، تكون مرجعاً لي في تفهُّم عبارته عند إقرائه وقراءته .راجياً أن أفوز بقسط من التَّعلُّق بجناب الرَّسول الأعظم ، وأن أكون معدوداً من جملة خادميه وحزبه صلى الله عليه وسلم ، وأن أنخرط في سلك المحبِّين لسيِّد المرسلين ، وأن أُدلي بدلوي معهم في بحر فضل خاتم النَّبيين ؛ إذ الخوض في جداول بحاره يكسب الإنسان شرفاً وفخراً ، والتَّعلُّق بشيء من أسبابه فيه سعادة الدُّنيا والأُخرى ) .