استهدفت هذه الدراسة توصيف تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال قياسات الرأي العام، ونقد أساليب ممارستها، والتعرف على الصعوبات والمشكلات التي تواجهها، والكشف عن اتجاهات الإماراتيين نحو قياسات الرأي العام. وهي تجربة، وإن كانت تعاني مشكلات عديدة، فإن دولة الإمارات، المؤسسة والرأي العام، قادرة على تطوير تجربتها وتصويبها.فإلى ...
قراءة الكل
استهدفت هذه الدراسة توصيف تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مجال قياسات الرأي العام، ونقد أساليب ممارستها، والتعرف على الصعوبات والمشكلات التي تواجهها، والكشف عن اتجاهات الإماراتيين نحو قياسات الرأي العام. وهي تجربة، وإن كانت تعاني مشكلات عديدة، فإن دولة الإمارات، المؤسسة والرأي العام، قادرة على تطوير تجربتها وتصويبها.فإلى جانب الحدود الفاصلة بين المسوح الإحصائية وقياسات الرأي العام، لابد من التفريق بينهما لجهة أنهما عنصران متلازمان، كلٌّ في سياقه، والقيام بأحدهما لا يغني عن الآخر، وليس لأحدهما أفضلية على الآخر، مع تثبيت الاختلاف بينهما في الأهداف والتوظيف والغايات.ومع أن جزءاً كبيراً من التجربة الإماراتية في مجال قياسات الرأي العام هو استطلاعات ذاتية الاختيار، إلا أن قياسات الرأي العام المنهجية يجب أن تحظى باهتمام مختلف المؤسسات الإماراتية الحكومية وغير الحكومية، البحثية والإحصائية. فكما تبذل مؤسسات الدولة وهيئاتها جهوداً واضحة في مجال المسوح الإحصائية، فقد أصبح تسييد قياسات الرأي العام إلى جانب المسوح الإحصائية ضرورة لتوفير مدخلات نوعية من المعلومات والبيانات والآراء، التي تستخدم في التخطيط ووضع الاستراتيجيات والسياسات في المجالات الاقتصادية والتسويقية والاجتماعية والتنموية والسياسية والبيئية والتربوية والأمنية. وبقراءة التجربة الإماراتية ومراجعتها ظهرت جوانب ضعف هذه التجربة، والمشكلات الموضوعية والذاتية التي تعانيها، واتضحت متطلبات تطويرها وإصلاحها وتصويبها على أسس علمية قطعية. وبتطوير هذه التجربة ستحقق الإمارات سبقاً وتفرداً خليجياً، واستثناءً جوهرياً إلى جانب الاستثناءات المتعاظمة التي تتميز بها دولة الإمارات عن كثير من دول العالم في سباق التميز ومرحلة التمكين.