d
النباهة والاستحمار  -  Ali Shariati

النباهة والاستحمار

النباهة والاستحمار

بين طيات هذا الكتاب سلسلة خطابات ألقاها الدكتور "علي شريعتي" في قاعة "حسينية الإرشاد" بطهران سجلت على أشرطة، ثم نقلت كتابة على الورق، بدون تغيير أو تطويل أو تقصير أو تقديم أو تأخير، فجمعت دفتي كتاب سمي النباهة الاستحمار. وفي هذا الكتاب يقول الدكتور علي شريعتي: إنه لمن سوء الحظ أن لا ندرك ما يراد بنا، فيصرفوننا عما ينبغي أن نفكر... قراءة الكل
أضف تقييم
علي شريعتي مفكر يستحق القراءة وفهم مراميه بدقة، فكتبه ليست بتلك السهولة و "العبط". أهميته في نظري تأتي من كونه حاول الخروج من إطار الفكر الشيعي إلى التفكير لصالح الأمة الإسلامية و الإنسان. و كتاب النباهة من المفضلة عندي. و شكرا
برغم ان كاتبه شيعي لكنه يبقا كتاب رائع يتحدث عن طريق استغلال نباهة البشر انه عمل فني وعقري من الكاتب
المراجعة على اليوتيوب : https://youtu.be/NPhkwPQ5Q20 النباهة والاستحمار عبارة عن تجميع لخطب مسجلة صوتيا، ألقاها الدكتور علي شريعتي في حسينية الإرشاد بطهران، ثم جرى نقلها إلى الورق دون زيادة أو نقصان، فصدر الكتاب لأول مرة عام 84، وحمل الكتاب عنوانا أصليا باللغة الفارسية هو " خودآگاهی و استحمار"، ويتراوح عدد صفحاته بين ال 100 و 150 صفحة حسب اختلاف الطبعات، ما يمكنك من مطالعته في جلسة واحدة أو جلستين على الأكثر. النباهة والاستحمار صرخة مدوية في وجه الاستحمار بإسم الدين بشكل خاص، بما يتقاطع مع نقد لاذع أيضا لدعاة التغريب، واستنساخ نُظم التعليم الغربية، وتبني الحريات المزيفة التي يُروّج لها الغرب. فقد أجاد شريعتي تحديد الداء في المجتمع وتوصيفه و ذكر مسبباته، وهو المفكر المستقل الذي يرفض التبعية الفكرية والاستسلام لأفكار موروثة دون مساءلتها. تتلخص فكرة الكتاب في كون الإنسان صاحب قيمة كبيرة في هذه الأرض، إنسان له مسؤولية كبيرة في أن يعرف نفسه وطاقاته وإمكانياته جيدًا (وهذا ما سماه شريعتي بالنباهة الإنسانية)، وأن يكون واعيًا بدوره الإنسانيّ في مجتمعه (أو النباهة الاجتماعية حسب وصفه). مشيرا إلى أنه وعلى مرّ العصور أوجدت جماعات هدفها الرئيسي إلهاء الإنسان عن هاتين النباهتين وعن الحقوق والمطالبات الفورية الأساسية التي تتحقق بها إنسانيته، لتتمكن من تسخيره لمصلحتها، وذلك ما يسميه المفكر الإيراني بـالاستحمار ، أي تحويل الإنسان إلى حمار يسهل ركوبه. الاستحمار حسب شريعتي نوعان، أولهما الاستحمار القديم أو الدين المزيف، والاستحمار الحديث أو العلم المزيف. الاستحمار في نظر شريعتي يمكن أن يأخذ وجهين مختلفين، قد يكون هذا الوجه مباشرا بتحريك الأذهان إلى الجهل والغفلة، وسوقها إلى الضلال والانحراف، وقد يكون غير مباشر بإلهاء الأذهان بالحقوق الجزئية البسيطة اللافورية، لتنشغل عن المطالبة أو التفكير بالحقوق الأساسية والحياتية الكبيرة والفورية، وذلك باختلاق معارك وحروب وهمية إلهائية (كمثال الصراعات الطائفية، تحرير المرأة بين سيطرة الموروث الثقافي والاتهام الباطل للدين بأنه السبب في وضعيتها المزرية، وخطورة استقطاب نموذج التحرير على الطريقة الغربية، إلخ). أما عن القيم التي يغرسها المستحمرون (بكسر الميم) في عقول المستحمرين (بفتح الميم)، فيقول شريعتي أنها قد تبدو أحيانا جميلة رغم أن الواقع مجانب لذلك تماما، فالدعوة مثلا إلى التخصص في علم أو مجال معين دون الإلمام بالثقافة الجمعية الشاملة يؤدي في نظره إلى فقدان النباهة الاجتماعية، كما أن الدعوات إلى استقطاب القيم الإستهلاكية والدعوات المستمرة إلى الحرية الفردية وتحرر المرأة، هي في رأيه وإن بدت دعوات نبيلة أو هادفة إلا أنّ دورها الحقيقي هو الإلهاء عن المسائل الأهم. "يقولون لك انظر دائمًا لمن هو دونك! لو كان هذا صحيحًا، لما كانت هناك حاجة للتقدم، ولو اقتصر الأمر على أن ننظر نحن إلى أفغانستان فنقنع، وينظر الأفغانيون إلى اليمن فيقنعون، وينظر اليمنيون إلى موزمبيق فيقنعون، لما كانت هناك حاجة للتحرك أيضًا، بل لأي شيء نتحرك؟" "ماذا عمل بنا الغرب نحن المسلمين، نحن الشرقيين ؟ لقد احتقر ديننا، وأدبنا، فكرنا، ماضينا، تاريخنا وأصالتنا، لقد استصغر كل شيء لنا، إلى حد أخذنا معه نهزأ بأنفسنا.. أما الغربيون فقد فضلوا أنفسهم وأعزوها ورفعوها، ورحنا نحن نقلدهم في الأزياء والأطوار والحركات والكلام والمناسبات، وبلغ بنا الأمر أن المثقفين عندنا صاروا يفخرون بأنهم نسوا لغتهم الأصلية... ماهذه السخافة؟" عيب الكتاب الوحيد أنه يقدم كل مكامن الخلل المرتبطة باستحمار الشعوب المستضعفة، لكنه لا يقدم حلولا لمواجهته، ربما لطبيعته كمجموعة من الخطب التعميمية المجمعة التي لا تسمح بالتوسع كما هو الشأن بالنسبة لكتاب تقليدي، لكن الإطلاع على مؤلفات أخرى للمفكر الراحل ستساعدنا على فهم أفكاره أكثر، وأيضا نظرته وحلوله المقترحة لمواجهة آفة أفظع من الإستعمار في نظره: الاستحمار!
"إن الحالة الخاصة التي نعيشها، تفرض علينا أن نقول كلمتنا الأخيرة أولا، وأن نقرأ الكتاب من آخره" بهذه الكلمات يفتتح علي شريعتي كتابه، ويبدأ بتشريح واقع العالم الثالث بكل دقة وتجرد. النباهة والاستحمارمصطلحين منحوتين بطريقة عبقرية ستجعلك تنظر ألف مرة في جميع أفعالك قبل أن تُقدِم عليها. هل تقوم بالفعل لأنك ترغب في ذلك أم أنه تم تسخيرك للقيام به وتم تفويضك بطريقة "حمارية" لإنجاز مايريد الآخر فعله؟ هل الأمور الجيدة التي تقوم بها فعلا جيدة؟ أم أنها جيدة لكن تمنع حدوث أمور أخرى أكثر جودة وأكثر أثرا؟؟ هل تم استحمارك للقيام بالأشياء الأولى على حساب الأمور الثانية؟؟ النباهة والاستحمار يفتح على عقلك أبواب تفكير آخر، تفكير نقدي لا يسلم بأي شيء. أحسست عند إكماله أنه بدرة أولى لنظرية المؤامرة التي لا أطيق سماعها... هذا الأمر لم يقلل من شأن الكتاب بالمرة
اكتشف كتب جديدة



احصائيات

2
2
0
0
0