لقد أسهمت الرواية العربية ـ كشكل أدبي ـ في طرح المشكلات التي تواجه الإنسان العربي، إذ عملت على رصد الحياة وتصويرها في ظل الصراع العربي ـ الإسرائيلي، كما انتقدت التخلف الاجتماعي وربطته بالهزيمة العسكرية والسياسية. غير أن هذا النوع الأدبي لم يستوعب الصراع العربي ـ الصهيوني كما استوعبه الوجدان العربي، وظلت هذه الهوة تلازمه إلى يومن...
قراءة الكل
لقد أسهمت الرواية العربية ـ كشكل أدبي ـ في طرح المشكلات التي تواجه الإنسان العربي، إذ عملت على رصد الحياة وتصويرها في ظل الصراع العربي ـ الإسرائيلي، كما انتقدت التخلف الاجتماعي وربطته بالهزيمة العسكرية والسياسية. غير أن هذا النوع الأدبي لم يستوعب الصراع العربي ـ الصهيوني كما استوعبه الوجدان العربي، وظلت هذه الهوة تلازمه إلى يومنا هذا. لا يقرأ هذا الكتاب الحركة التاريخية للصراع العربي ـ الصهيوني بحد ذاتها، أي ليس مجاله العلوم السياسية أو التاريخية أو الأيديولوجية، وإنما تحليل الخطاب السردي الروائي، وهو خطاب نخبة من المبدعين الذين طرحوا معضلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي «أدبياً/تخييلياً»، وحاولوا تصورها في هذا الإطار. وقد يتساءل المهتم بقضايا النقد العربي المعاصر عن خصائص النموذج الروائي الذي يتجه نحو تبني قضية الصراع مع اليهود، ومصير الفلسطينيين، وكذلك عن خصائص الخطاب الروائي الذي يرسم النموذج الحضاري الذي يتجه نحوه المجتمع العربي في صراعه مع الآخر، وهذا السؤال هو أساس إشكالية الخلاف بين العربي والآخر، وهو أساس إشكالية التقدم والنهضة والحداثة في الخطاب الفكري المعاصر. إن العلاقة بين النص الروائي وثقافة الصراع العربي ـ الإسرائيلي علاقة جدلية معقدة تتجاوز الأطروحات الأيديولوجية في ثقافتنا المعاصرة.