تكتسي مدونة الشغل أهمية قصوى لكونها أرست قواعد جديدة في ما يخص تنظيم علاقات الشغل وتطوير العلاقات المهنية واستتباب السلم الاجتماعي، والمساهمة في توفير الشروط الملائمة لتحفيز الاستثمار الوطني والأجنبي على حد سواء.وتعتبر مدونة الشغل ثمرة حوار اجتماعي طويل وشاق بين المركزيات النقابية وأرباب العمل والحكومة، وهي إحدى البنود الأساسية ...
قراءة الكل
تكتسي مدونة الشغل أهمية قصوى لكونها أرست قواعد جديدة في ما يخص تنظيم علاقات الشغل وتطوير العلاقات المهنية واستتباب السلم الاجتماعي، والمساهمة في توفير الشروط الملائمة لتحفيز الاستثمار الوطني والأجنبي على حد سواء.وتعتبر مدونة الشغل ثمرة حوار اجتماعي طويل وشاق بين المركزيات النقابية وأرباب العمل والحكومة، وهي إحدى البنود الأساسية للتصريح المشترك لفاتح غشت 1996.إن هذا البحث المتواضع الذي أضعه بين أيدي السادة العلماء والباحثين يرجع السبب بالاهتمام به إلى أمور ثلاثة :الأمر الأول : حالة أسارى الحرب في العصر الحاضر عمليا، وما شرعته دول العالم ومنظماتها من أجلهم نظريا :إننا نعيش اليوم عصرا كثرت فيه النداءات والتصريحات بنبذ اللجوء إلى القوة وترك الحروب وحل المشاكل الدولية بطريق المفاهمة والمفاوضة بدل العراك والمصارعة... ومن شأن هذا الأمر أن يقطع الحروب وبالتالي ينقطع الأسر، ولا يبقى مجال للبحث في حكم أسرى الحرب إذ لا حرب في العالم عند ذاك.وهذه لا تعدو أن تكون أمنية تظهر كسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماء، فإذا جاءه لم يجده شيئا لأن الواقع الصحيح الذي نراه كل يوم وبشكل أشد ضراوة مما كان عليه في الأزمان الغابرة هو الحروب الطاحنة التي تشتعل هنا وهناك ويترتب عليها الكثير نت الأسارى الذين يكونون ضحايا الحروب الظالمة ويحتاجون إلى رأفة ورحمة.وقد استطاع المجتمع الدولي أن يحقق خطوات مهمة لا يمكن للإنسان إلا أن يباركها. خطوات تشريعية جعلها في صالح الأسارى لكن المؤسف هو أن ما كتب وما شرع بقي في الكتب والنشرات لا يتعدى هذا النطاق. أما الواقع المر فهو أن البشرية لا زالت تطبق شريعة الغاب على الأسرى وتصب عليهم غضبها الوحشي، أشد مما كان زمن الجهل والطغيان، وهو أمر يقلق عقلاء البشرية الذين يدركون الأخطار ويقدرون المصائب والويلات التي يمكن أن تلحق البشرية وتؤدي في النهاية إلى القضاء على كل ما توصل إليه الإنسان : من الأفكار الإنسانية والحكمية التي تتعلق بالأسرى...