نحن مع رواية مغامرة وروائي مغامر حاذق في التعامل مع شخصياته التي لم يتدخَّل في تحديد مصائرها، تركها على كثرتها وتشابكها تكتب الرواية بضوء أرواحها في مجابهة واقعها ـ لا قدرها. وفي مقاومة الراوي الذي خلقها وإن كان قد انتزعها من الحياة، فمنها أصدقاؤه ومنها أعداؤه، إلا أنَّها لا تنكر عليه حقَّه في رعايتها طول الزمن الروائي، فيتخيَّل...
قراءة الكل
نحن مع رواية مغامرة وروائي مغامر حاذق في التعامل مع شخصياته التي لم يتدخَّل في تحديد مصائرها، تركها على كثرتها وتشابكها تكتب الرواية بضوء أرواحها في مجابهة واقعها ـ لا قدرها. وفي مقاومة الراوي الذي خلقها وإن كان قد انتزعها من الحياة، فمنها أصدقاؤه ومنها أعداؤه، إلا أنَّها لا تنكر عليه حقَّه في رعايتها طول الزمن الروائي، فيتخيَّل حركتها وهو يدفعها إلى معترك الحياة تمارس علينا عدوانها وعدوانيتها كما تمد أيديها إلينا طلباً للصداقة، ولقبولنا بـ«وعيها» بوصفه (الصح) و (الأغنى). بل إنَّ بعض الشخصيات تدعونا إلى عبادة وعيها (الوعي الديني) الذي يشرعن الذبح بالسكين للأطفال والنساء والشيوخ في مدن الجزائر وقراها، بحجَّة اغتصاب الدولة لحقوقها حين أوقفت المسار الانتخابي الذي فازت به كما يرى أحد أبطال الوعي الديني «أبو الهيجاء» وهو يفتي بأنَّ «الدفاع عن الحق واجب شرعي لا يتخلَّف عنه إلا منافق أو كافر يا عبد الرؤوف»