إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - عبده ورسوله. أما بعد:فقد كرم الله تعالى الإنسان فخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وجعله خليفة في الأرض، وسخر له ما في السموات ...
قراءة الكل
إن الحمد لله تعالى نحمده، ونستعينه، ونستغفره، من يهد الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً. وأشهد ألا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً - صلى الله عليه وآله وسلم - عبده ورسوله. أما بعد:فقد كرم الله تعالى الإنسان فخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته، وجعله خليفة في الأرض، وسخر له ما في السموات والأرض جميعاً منه، وزوده بالقوى والمواهب ليسود الأرض ويعمرها. ولا يتسنى للإنسان أن يحقق أهدافه، ويبلغ غايته ومرامه، إلا إذا توفرت له جميع عناصر النمو، وأخذ حقوقه المفروضة له كإنسان. وفي طليعة هذه الحقوق التي ضمنها الإسلام حق الحياة، وحق الحرية، وحق التملك، وحق صيانة المال والعرض، المساواة. وأول هذه الحقوق، وأولاها بالعناية حق الحياة، هو حق مقدس، لا يحل انتهاك حرمته، ولا استباحة حماة إلا بحق. وقد صانت الشريعة الإسلامية هذا الحق وجعلته من مقاصدها العظيمة وضرورياتها المهمة، فشرعت لتحقيق ذلك الكثير من الأحكام والحدود. وقد عظمت الشريعة حق الحياة، وجعلت قتل النفس الواحدة بمثابة قتل الناس جميعاً، وإحياءها إحياء الناس جميعاً كما قال تعالى: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفساً بِغَيْرِ نفَسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِّنْهُم بعَدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾ [المائدة: ٣٢]. ومن هذا المنطلق يجب الحفاظ على النفس البشرية ولا يجوز إهلاك النفس البشرية والقضاء عليها إلا بإذن من خالقها ومالكها سبحانه وتعالى، وعلى هذا سيكون بإذن الله تعالى موضوع هذا البحث (قتل النفس البشرية في الشريعة الإسلامية).