"... مع ذلك فهو يبحث ويبحث عن وردات القرنفل التي كانت تحملها إيمان له. وعن رائحة الفل التي تأتي بها كلما صدئت نفسه. فيحس أنه يذوب في بحيرة في بحيرة من العذاب. يبدو الناتج دموعاً ودموعاً. لأنها ذكرى جحوده. لم يعد يراها حتى بين الدموع. فتخرج من بين شفتيه حروفاً. يمسكها أنة طويلة واسم ملأ رئتيه. منذ البداية كان يبحث عنها. بين طوابي...
قراءة الكل
"... مع ذلك فهو يبحث ويبحث عن وردات القرنفل التي كانت تحملها إيمان له. وعن رائحة الفل التي تأتي بها كلما صدئت نفسه. فيحس أنه يذوب في بحيرة في بحيرة من العذاب. يبدو الناتج دموعاً ودموعاً. لأنها ذكرى جحوده. لم يعد يراها حتى بين الدموع. فتخرج من بين شفتيه حروفاً. يمسكها أنة طويلة واسم ملأ رئتيه. منذ البداية كان يبحث عنها. بين طوابير المهاجرين. بين جماعات المشردين الخائفين. على الدروب المتعرجة. من تزاحم أقدامهم. إلى أن استوطنوا العراء إلى أن صار لهم مخيم. كل يوم يذهب إلى ساحته. ينادي يا سامعي الصوت، فيرى الناس مثله تسمع. لكنها لا تجيب: كل مشغول بما سيكون! واليوم يبحث عنها في الذكريات. لعل الذكريات نوع من العتاب يدفعه لأن يكون. أو لا يكون؟ أو لعله يجد قبساً في الذكرى. فترتسم أمام مخيلته..."