هذا الكتاب يرسم صورة مهمة لسياسة محمد علي الخارجية والعسكرية التي استهدف بها تأمين حدود مصر من كافة الجهات استعداد لتكوين إمبراطورية مصرية ولقد كان ميدان البحر الأحمر هو أهم الميادين التي تتكالب الدول الكبرى للسيطرة عليه لكونه أقصر طريق إلى الشرق، وكانت وسيلتها في ذلك السيطرة على مصر ذاتها، فأرسلت فرنسا الحملة الفرنسية أولاً، وأ...
قراءة الكل
هذا الكتاب يرسم صورة مهمة لسياسة محمد علي الخارجية والعسكرية التي استهدف بها تأمين حدود مصر من كافة الجهات استعداد لتكوين إمبراطورية مصرية ولقد كان ميدان البحر الأحمر هو أهم الميادين التي تتكالب الدول الكبرى للسيطرة عليه لكونه أقصر طريق إلى الشرق، وكانت وسيلتها في ذلك السيطرة على مصر ذاتها، فأرسلت فرنسا الحملة الفرنسية أولاً، وأرسلت إنجلترا حملة فريزر، وكان فشل هذه الحملات هو المقدمة الطبيعية لتولي محمد علي حكم مصر.أدرك محمد علي منذ البداية أن مصر ستظل في خطر إذا لم تتحول من ولاية عثمانية صغيرة مستهدفة إلى إمبراطورية قوية منيعة، فعمل على تأمينها من ناحية البحر الأحمر عن الطريق البري من الإسكندرية إلى السويس أولاً، واحتكار النقل فيه، ومقاومة مشروع شق قناة السويس قبل الحصول على ضمانات كافية. ثم انتهز فرصة أحداث الحجاز وطلبت الدولة العثمانية منه القضاء على الدولة السعودية في طورها الأول، فقام ببناء أسطول قوي في البحر الأحمر، واستطاع السيطرة على نجد والحجاز في عام 1818، والانطلاق من ذلك إلى ضم اليمن والاستيلاء على عدن، كما قام بفتح السودان وحاول ضم الحبشة، لإتمام السيطرة على البحر الأحمر وعلى تجارته، خصوصاً بعد ضم مينائي سواكن ومصوع.وقد تتبع الباحث ذلك كله، كما تتبع الصراع الذي دار بين بريطانيا ومحمد علي في البحر الأحمر، ومحاولاتها التصدي له في الخليج العربي، ووقف ازدياد نفوذه على الساحل الأفريقي.والكتاب بذلك يغطي فترة مهمة من تاريخ مصر من عام 1811 إلى 1848م، بالاستناد إلى الوثائق والمصادر الأصلية.