أن شعر أى أمة هو نتاج عواطفها وعقولها ، وعصارة مزاجها النفسى ، وطابع روحها الوجدانى ، وخلاصة مجهودها العقلى ، وهو يرتبط بها أرضاً وسماءً ، وقيماً وتقاليد ، وأحداثاُ ومجتمعاً .والشعر لدى أمتنا ديوان أيامها ، وسجل أخبارها ، وقد رفده الإسلام بقيم جليلة وآليات جميلة ، مخرجاُ له من كونه أداة تسلية ، أو وسيلة طرب ، أو طريقاً لتحقيق مآ...
قراءة الكل
أن شعر أى أمة هو نتاج عواطفها وعقولها ، وعصارة مزاجها النفسى ، وطابع روحها الوجدانى ، وخلاصة مجهودها العقلى ، وهو يرتبط بها أرضاً وسماءً ، وقيماً وتقاليد ، وأحداثاُ ومجتمعاً .والشعر لدى أمتنا ديوان أيامها ، وسجل أخبارها ، وقد رفده الإسلام بقيم جليلة وآليات جميلة ، مخرجاُ له من كونه أداة تسلية ، أو وسيلة طرب ، أو طريقاً لتحقيق مآرب ، جاعلاً مبدعيه فرساناً كماة حماة فى ميدان المواجهة مع الآخر المعتدى .والشعر الإسلامى يعيش دائماً منتصراً للحق المظلوم ، أما الباطل المهزوم مقاتلاً باللسان والحرف ، فى الوقت الذى يقاتل فيه غيره بالسنان والسيوف ، حتى يعلو الحق وينتصر العدل وتكون عاقبة الظلم إلى خسران وزوال . تتحقق أهداف هذا الكتاب عبر استنطاق النص الشعرى إبان عصر الأيوبين ، للدلالة على حال القدس الشريف – مكاناُ وإنساناً – أثناء الاحتلال الصليبى الغاشم لها ، وقبل التحرير الإسلامى الحضارى لها وبعده ، مفسراً أسباب سقوطها ، وموضحاً عوامل تحريرها ، ومقدما أسباب إقدام وتفاؤل من شانها أن تبث روح الأمل فى نفوس أبناء أمتنا فى الواقع الدامى الحزين الذى نعيشه .إن فى هذا الكتاب جهداً طيباً مخلصاً ، وتصويراً فنياً محلقاً لماضينا ، وتوقاً لأن يتواصل عالمنا المعاصر معه ، فتخفف من الرؤى المفزعة التى تحاصرنا ، ومن إحباطتنا المروعة ، وهزائمنا المتكررة التى تسد علينا الأفق ، فى هذا الحاضر الدامع والحالك .