يعتبر كتاب "شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل" للعلامة "شهاب الدين الخفاجي" من المصنفات الموسوعية الهامة في بابته، حيث جاء تصنيفه بعد أن تفاقم أمر الكلام الدخيل على العربية، بخضوع العالم العربي للحكم التركي، فتصدى "الخفاجي" لغربلة مئات الألفاظ التي دخلت على اللسان العربي، وأحال في شرحها وتفسيرها إلى كم هائل من المصادر الأ...
قراءة الكل
يعتبر كتاب "شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل" للعلامة "شهاب الدين الخفاجي" من المصنفات الموسوعية الهامة في بابته، حيث جاء تصنيفه بعد أن تفاقم أمر الكلام الدخيل على العربية، بخضوع العالم العربي للحكم التركي، فتصدى "الخفاجي" لغربلة مئات الألفاظ التي دخلت على اللسان العربي، وأحال في شرحها وتفسيرها إلى كم هائل من المصادر الأساسية، نوه بها أو بأسماء مؤلفيها، منها ما هو متداول مطبوع يسهل تناوله، ومنها ما هو مفقود أو في حكم المفقود، ولهذا لم يتيسر لكل من تصدى لتحقيق هذا السفر إلهام استخدام كل المصادر التي اعتمدها وأشار إليها المؤلف، وكان آخرهم الدكتور قصي الحسين، الذي أشار إلى هذا الأمر، ولم يدع الإحاكة بالمصادر جميعها، ورغم هذا فقد استطاع بدأبه ومثابرته أن يوثق كمية وفيرة من مسائل الكتاب، وند عنه القليل، والذي يأمل أن يستدركه في طبعة ثانية لهذا الكتاب النفيس.وقد وضع الدكتور الحسين مسردا للأخطاء والأغلاط والتصحيفات التي وردت في الطبعات السابقة للكتاب، وقام بإعادة ترتيب مادته ترتيبا يراعي تعاقب الحروف الأبجدية، وهذا أهم الجديد الذي أدخله المحقق على هذه الطبعة الجديدة. فهي تيسر على الباحثين مؤونة التفتيش عن المفردات التي حشدها المؤلف دون ترتيب في بابتها.هذا، فضلا عن الفهارس المختلفة التي ألحقها في آخر الكتاب، مع ضبط الآيات القرآنية، والأحاديث النبوية، والشواهد الشعرية، والأمثال، وتكملة الأبيات الناقصة، وغير ذلك من الأعمال التي يتطلبها التحقيق الرصين.