طرق متقاطعة

تأخرت الاعمال الابداعية لسيد البحراوي كثيرا فروايته الاولي 'ليل مدريد' صدرت منذ سنوات قليلة وبعد ان اصدر عددا من الكتب النقدية وتولي عمله كأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة القاهرة. كانت 'ليل مدريد' مفاجئة بكل المقاييس بل وبدت كأنها 'انقلاب' علي سيد البحراوي نفسه، وسرعان ما احتلت مكانها باعتبارها واحدة من الاعمال الروائية العربية الرصينة والعذبة وليس باعتبارها عملا أول. أما مجموعته الاخيرة 'طرق متقاطعة' فهي تعد امتدادا لمجموعته السابقة 'صباح وشتاء' وتتميز بنفس الملامح تقريبا، حيث تعيد الاعتبار للقصة القصيرة جدا والتي لا تتجاوز احيانا فقرات قليلة أو حتي سطورا لكنها قادرة علي أن تصيب روح القاريء وقلبه. بكلمات قليلة جدا يرسم البحراوي مشهده باحكام ودون أن يعلو صوته ودون ضجيج.