هذا الكتاب هو الجزء الثاني من الكتاب الجامع الشامل " تاريخ لبنان كما كان" المقسَم ستة أجزاء. وقد حوى هذا الجزء بين دفتيّه تاريخ الأمراء المعنيين وخلفائهم الأمراء الشهابيين حتى بدأة عهد الأمير بشير عمر (الثاني) المكنّى بـ"أمير الدروز". وفيه تجد فصولاً منفصلة ولكنَها متَصلة بالفصول التي سبقتها. وهي تعبّر عن أحداث الأمس وتصلك بأحدا...
قراءة الكل
هذا الكتاب هو الجزء الثاني من الكتاب الجامع الشامل " تاريخ لبنان كما كان" المقسَم ستة أجزاء. وقد حوى هذا الجزء بين دفتيّه تاريخ الأمراء المعنيين وخلفائهم الأمراء الشهابيين حتى بدأة عهد الأمير بشير عمر (الثاني) المكنّى بـ"أمير الدروز". وفيه تجد فصولاً منفصلة ولكنَها متَصلة بالفصول التي سبقتها. وهي تعبّر عن أحداث الأمس وتصلك بأحداث اليوم. وهناك أيضاً بعض تعاليق تفطّنك بحقائق كليَة ينبغي ألا تغيّبها عن نظرك، مفادها أن "الزعماء السياسيين" الإقطاعيين وشبه الإقطاعيين على إختلافهم لا فريق بين مراكزهم ومعتقداتهم. جعلوا لبنان "إتحاداً مالياً" Consortium بينهم كان من شأنه أن خلق "مزرعة" متوارثة وغل فيها تيَار الإحتكار والإستئثار حتى غدا لبنان مستقراً للبغي والإستغلال والإستثمار الحرام(...)، وكان ذلك سبباً في ما دهاه في العقود التي مرَت على "إستقلاله" من النوازل والفواجع.وأما السبب الأكبر في جميع ما حلَ بلبنان من المآسي والبلايا، فكان "الطائفية" التي ما نزال نعيش في أقيادها وأصفادها عند "ملوك الطوائف" و "أمراء الحرب" لأجل المحافظة على منافعهم وثرواتهم، بحيث لا نقدر أن نفصّل الولاء للوطن على الولاء لها، ووقعنا من أجلها في التخلُف والتقهقر، عوض أن نتقدَم ونتطوَر.على أن الأمر الذي يجب النظر فيه هو أن هذا الربط بين الماضي "الجامد" والحاضر "المتطوّر" على أن قاعدة أن "الحاضر مفتاح الماضي" وأن "الإنسان لا يفهم حاضره إلا بماضيه"، قد كان يماشيه جنباً إلى جنب أسلوب خاص، وهو يدُل على كون كاتب هذا التاريخ صحافيَاً. وقل أن يكون الصحافي مؤرخاً