حوت السنة الشريفة كنوزاً كثيرة، وشمل ما جاء فيها الأحكام الخمسة، وهذه الأمور بالنسبة لأهل هذا العصر ثلاثة أقسام: قسم يجهله كثير من المسلمين، قسم يعرفه الكثير إلا أنهم يجهلون أثره على صحة الفرد، وقسم يعرفه الخاصة والعامة، ويعرفون أثره على الصحة، وهم في ذلك ما بين متبع، ومتكاسل.ولكون هذا المجال واسعاً ومتشعباً، فقد عرفت الدكتور سع...
قراءة الكل
حوت السنة الشريفة كنوزاً كثيرة، وشمل ما جاء فيها الأحكام الخمسة، وهذه الأمور بالنسبة لأهل هذا العصر ثلاثة أقسام: قسم يجهله كثير من المسلمين، قسم يعرفه الكثير إلا أنهم يجهلون أثره على صحة الفرد، وقسم يعرفه الخاصة والعامة، ويعرفون أثره على الصحة، وهم في ذلك ما بين متبع، ومتكاسل.ولكون هذا المجال واسعاً ومتشعباً، فقد عرفت الدكتور سعاد الصبح على التركيز على ما يتعلق بثلاثة أحكام: 1-المباح، 2-والمستحب، 3-والمكروه.وأن تبحث في ثلاثة أوضاع يتعرض لها كل إنسان صحيحاً كان أو سقيماً وهي: 1-وضع الجلوس، 2-ووضع النوم، 3-ووضع المشي.الفائدة المرجوة من هذا البحث: وذلك خدمة جميع المسلمين على اختلاف درجات التزامهم واهتمامهم وبالسنة المطهرة، بجمع المتفرق، وتوضيح المبهم، وإزالة ما ظاهره التعارض، والترجيح بين المتعارض، مما جاء في أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وأقواله في أوضاع معينة.ولحفز المسلمين على إتباع المستحب، واجتناب المكروه في السنة بشكل عام، وتعميق إيمانهم بصدق نبيهم صلى الله عليه وسلم وعظمة دينهم، ورحمة خالقهم بهم.وردع من يقوم بالاستهزاء بشيء من السنة أو إنكاره، وذلك بما جاء فيه من أحاديث دالة على فائدة تلك السنن وما يدعهما من اكتشافات علمية.والمنهاج الذي سارت عليه يقوم أولاً على حصر ما جاء من أحاديث متعلقة بمطالب البحث من خلال قراءة كتاب "جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد" للعلامة محمد بن سليمان الروداني المغربي، وذلك بقراءته قراءة متأنية مستقصية جميع ما لمنطوقه أو مفهومه من علاقة بأحد مطالب البحث، وإن لم يكن هو محور أو أساس موضوع الحديث وتصنيفها، حسب المباحث الموجودة.وقد تم اختيارها لهذا الكتاب لكونه جمع أحاديث أربعة عشر مصدراً من مصادر السنة الأصلية، حيث أضاف إلى "جامع الأصول" و"مجمع الزوائد" "سنن ابن ماجه"، و"سنن الدرامي".ثانياً: بحث في مصادر أصلية أخرى للحديث الشريف مما لم يشملها "جمع الفوائد"، طمعاً في العثور على أحاديث أخرى تتعلق بمطالب البحث.ثالثاً: ذكرت معظم ما عثرت عليه من أحاديث.رابعاً: في حالة تعدد الروايات باختلاف ألفاظ الحديث عن الصحابي نفسه واتفاقها في المعنى، اختارت الرواية الأكثر خدمة لموضوع البحث وإن كانت دون غيرها في الصحة ما دامت تصلح للاحتجاج بها، مع ذكر مصدر النص على وجه التحديد، ودراسة إسناده والحكم عليه، والاكتفاء بالإشارة إلى بعض المصادر الأخرى التي أخرجته.وقد تذكر حديثين لصحابي واحد إذا كان اختلاف الألفاظ فيهما يحتمل معه تعدد القول أو الفعل من رسول الله صلى الله عليه وسلم.خامساً: تجنبت الاعتماد على أحاديث لا يحتج بها، كالأحاديث الضعيفة التي لا تتقوى بجمع الطرق ما أمكن، إلا أن هناك هيئة وأموراً لم أعثر فيها على أحاديث يحتج بها، فاضطررت لذكر ما ورد فيها مع ضعفه لالتزامي حصر ما ورد في السنة في الهيئات والأمور المتعلقة بها في الأوضاع الثلاثة، وقد بينت ضعفها وعدم إمكان الاحتجاج بها اعتماداً عليها وحدها، إلا أن ذلك نادر. وقد ذكرت من استشهد بهذه الأحاديث الضعيفة من الفقهاء والعلماء واستدلالهم بها على استحباب أو أفضلية هذه الصورة في أحوال مختلفة.وبالعودة لأقسام الدراسة نجد أن المؤلفة قد جعلتها موزعة في تمهيد، وأبواب، وفصول، وقد عرضت المعلومات فيها كما يلي:جعلت في التمهيد ثلاثة مطالب، الأول لبيان أهمية إتباع الهدي النبوي والمراد منه، والثاني لبيان أقسام الفعل النبوي وحكم كل منه وأقوال العلماء في حكم اتبع الهدي النبوي في الأفعال الجبلية، والثالث في قيمة الصحة في السنة النبوية.جعلت الفصل الأول من كل باب لعرض الهيئات الواردة في الوضع الذي يتناوله ذلك الباب، وجعلته في مباحث، وتضمن كل مبحث منه هيئة من الهيئات مثل هيئات الجلوس، وتناولت فهي المعنى اللغوي للهيئة الواردة في كتب اللغة والغريب، والأحاديث الواردة في تلك الهيئة، وقد أقسمها أحياناً إلى أحاديث الجواز وأحاديث النهي، ثم أقوال العلماء في كتب الشروح في اللفظ موطن الاستشهاد من حيث معناه وحكمه والحكمة منه، ثم حكم فعل الهيئة إن كان هناك اختلاف في حكمها.وجعلت في آخر كل مبحث، خلاصة ما جاء في ذلك المبحث مع ذكر ما يستنبط من مجموع ما ورد فيه، أو في ما سبقه مما له علاقة به.وجعلت الفصل الثاني من كل باب لعرض بعض ما يتعلق بالوضع التي يتناوله الباب، وجعلته مباحث أيضاً، مثل: ما يتعلق بالجلوس، واستهللت كل مبحث بالأحاديث الواردة في ذلك الأمر، ثم أقوال العلماء متضمنة المعنى اللغوي، والحكمة منه، وحكمه.وجعلت الفصل الثالث من كل باب خاصاً بالأبحاث العلمية الحديثة وأقوال الأطباء والمختصين المبينة لأثر إتباع الهدي النبوي في معظم الهيئات الواردة في الباب والأمور المتعلقة بها.حذفت أسانيد الأحاديث التي استشهدت بها والتي كانت أثبتها في أصل الرسالة قبل العمل على نشرها، واكتفى في الأحاديث الطويلة بالإشارة إلى موضع الشاهد منها، ووضعت خطأ تحت موضع الشاهد في كل حديث استشهدت به على هيئة أو أمر ما، وذلك تيسيراً على القارئ.حرصت على نقل أقوال العلماء من مصادرها الأصلية ما أمكن، فإن تعذر علي الوصول إلى النص في مصدره الأصلي، أو تعذر علي الحصول على مصدره الأصلي، أشرت إلى المصدر المنقول عنه النص.قامت بوضع ترجمة موجزة للأطباء الذين استفادت منهم وقابلتهم أو راسلتهم.وأعد فهرساً لأطراف الأحاديث الواردة في البحث بذكر طرف الحديث، ورقم الصفحة التي ورد فيها، ورتبتهم على حروف المعجم.