عكف الخبراء منذ عقود طويلة على مناقشة توقيت الذروة في اكتشاف وإنتاج احتياطيات النفط التقليدية. وفي عام 1998، توقع الجيولوجي كولن كامبل أن الإنتاج العالمي من النفط التقليدي سيبدأ بالانخفاض في غضون عشر سنوات. وقد حظيت توقعاته التي يشار إليها بذروة النفط بتأييد كبير من قبل عديد من أهم الجيولوجيين والمراقبين. وتقوم معظم التنبؤات حول...
قراءة الكل
عكف الخبراء منذ عقود طويلة على مناقشة توقيت الذروة في اكتشاف وإنتاج احتياطيات النفط التقليدية. وفي عام 1998، توقع الجيولوجي كولن كامبل أن الإنتاج العالمي من النفط التقليدي سيبدأ بالانخفاض في غضون عشر سنوات. وقد حظيت توقعاته التي يشار إليها بذروة النفط بتأييد كبير من قبل عديد من أهم الجيولوجيين والمراقبين. وتقوم معظم التنبؤات حول ذروة النفط على التوقعات التي طرحها ماريون كينج هوبرت عام 1956. ففي منتصف خمسينيات القرن الماضي، استخدم هوبرت تقنية "ملاءمة المنحنى" ليتنبأ بشكل صحيح بأن إنتاج النفط الأمريكي سيصل إلى ذروته بحلول عام 1970. وقد أصبح ما يسمى بمنحنى هوبرت مستخدماً على نطاق واسع في تحليل ذروات إنتاج النفط التقليدي. و"ذروة النفط" هو المصطلح المستخدم اليوم لوصف الحالة التي يصل فيها معدل إنتاج النفط إلى حده الأقصى المطلق ثم يبدأ بالانخفاض.كما أننا نرى أن الحواجز المصطنعة والجيوسياسية لاستغلال الموارد في الشرق الأوسط من خلال خلق فائدة مؤقتة من شح الموارد، أدت إلى تسارع وتيرة الابتكار التقني في الموارد غير التقليدية في وقت مازالت فيه وفرة المواد تشكل ميزة قوية لسوق الطاقة العالمية. وعلاوة على ذلك، كلما ارتفعت أسعار النفط وطالت مدة الارتفاع تسارعت وتيرة التطور التقني واستخدام البدائل بغض النظر عن مرحلة النضوب التي تعانيها أسواق النفط العالمية. لذا فإن المنتجين في الشرق الأوسط بدلاً من جني عوائد غير مسبوقة مقابل مواردهم التقليدية المتبقية، قد يجدون أنفسهم في منافسة محتدمة على حصة في السوق مع إمدادات النفط غير التقليدية من الرمال النفطية الكندية، والنفط الصخري من أمريكا الشمالية، والغاز الصخري والسوائل المحولة من الغاز الطبيعي، التي يتم توفيرها بأسعار تتأثر بالابتكار التقني بدلاً من منحنيات الاستنزاف.وفي الوقت نفسه، فقد شجع الارتفاع المؤقت للأسعار البلدان المستهلكة للنفط على اتخاذ تدابير بخصوص كفاءة الطاقة، ومن شأنها أن تحد من النمو الطويل الأمد على الطلب العالمي على النفط، ما قد يؤجل موعد النضوب الفعلي الذي قد يعود بالنفع على الشرق الأوسط، إذا ما حدث هذا النضوب أساساً.