إن أهمية عاشوراء تكمن في حيزها الفعلي في الأبعاد التي يمكن ملاحظتها عند النظر اليها من زاوية الدراسة المعمقة والتحليل المركز, فهناك الأبعاد العقيدية والأخلاقية القيمية, والسياسية, والتاريخية, والإجتماعية وغيرها, ولعل لبعدين العقيدي والأخلاقي هما أبرز الأبعاد التي يمكن للإنسان الإستفادة منها فيما لو أراد ترشيد الدمعة الحسينية...ن...
قراءة الكل
إن أهمية عاشوراء تكمن في حيزها الفعلي في الأبعاد التي يمكن ملاحظتها عند النظر اليها من زاوية الدراسة المعمقة والتحليل المركز, فهناك الأبعاد العقيدية والأخلاقية القيمية, والسياسية, والتاريخية, والإجتماعية وغيرها, ولعل لبعدين العقيدي والأخلاقي هما أبرز الأبعاد التي يمكن للإنسان الإستفادة منها فيما لو أراد ترشيد الدمعة الحسينية...نبذة النيل والفرات:يقدم الكاتب "روميو عباس" لقرائه "مطارحات في عاشوراء" يهدف من ورائه إلى إيصال وتعميق وتعميم النهضة الحسينية بنحو يليق بعالميتها وخلودها، وفلسفتها التي أسست وتؤسس لمناخات المقاومة والصمود والتضحية والإيثار.تنبع أهمية عاشوراء وضرورة دراستها من أبعاد عدة أهمها الأبعاد العقيدية والأخلاقية القيمية، والسياسية، والتاريخية، والاجتماعية وغيرها. ومن المعلوم أن البعد قد "جسده سيد الشهداء الإمام الحسين خير تجسيد، في تلك الواقعة المضغوطة بكم هائل من الأحداث التي برز فيها الغناء، والغذاء، والإخلاص، والتضحية، والبذل، والوفاء، والشجاعة...". من هذا المنطلق دأب الكاتب إلى تنزيل الكلام إلى مقام الإثبات والتحقق، بتقديمه هذه المطارحات في عاشوراء الثورة وقيامه الإنسان، وهي تأملات تحليلية، ووقفات تتناول أبرز النواحي والشعارات والمواقف والأحداث التي حفلت بها كربلاء والتي تشكل في حقيقتها الخط البياني في خريطة القيامة الحسينية، وكذلك ستتناول الدراسة مجموعة من القضايا بلسان يحاول ملامسة البعد الإرشادي والدفعي بهدف تحقيق الغاية المركزية، وهي محاولة الإسهام في بناء منظومة القيم الإيمانية-الإنسانية، القائمة على أساس الأصول العقيدة الراسخة والمتحركة في ساحة الشريعة الرحبة، والتي لا تكف ترشح أخلاقاً وسلوكاً ملكوتياً، لتتراصف بدوائرها الثلاث (العقيدة- الشريعة والأخلاق) كمدخلات ثم كمنهج –لبناء الكون والإنسان في تفاعلاته الثلاث: علاقته مع الله تعالى، وعلاقته مع نفسه، ثم علاقته مع الناس... ومن "مطارحات في عاشوراء" نقتبس ما جاء عن أبي جعفر قال: "كان علي بن الحسين يقول: أيما يؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين، حتى تسيل على خديه بوأه الله بها غرفاً يسكنها أحقاباً، وأيما مؤمن دمعت عيناه حتى تسيل على خده فيما مسنا من الأذى من عدو نافي الدنيا بوأه الله مبوأ صدق، وأيما مؤمن مسه أذى فينا فدمعت عيناه حتى تسيل على خده من مضامينه ما أوذي فينا، صرف الله عن وجهه الأذى، وآمنة يوم القيامة من سخطه والنار".كتاب هام يهدف إلى حبل الحدث العاشورائي منهجاً حياتياً حسينياً أي العمل على بناء الشخصية الحسينية ليس في المجالس فقط وإنما على مدار السنة بحيث يصل الناس إلى محرَم وهم مستعدون لتقبل واقعة عاشوراء كخلاصة.