سيكون لأمن الفضاء الإلكتروني في هذا العقد كلمة الفصل في السوق، ولا يقتصر ذلك على المنتجات والشركات بل يمتد ليشمل الدول والأقاليم. وعلى الرغم من أن الإنترنت تفتح المجال للهجمات من أي مكان حول العالم، فإن الهجمات التي تستهدف دول مجلس التعاون غالباً ما تأتي من الدول المجاورة في المنطقة أو من أطراف غير حكومية يرتبط نشاطها بالتوترات ...
قراءة الكل
سيكون لأمن الفضاء الإلكتروني في هذا العقد كلمة الفصل في السوق، ولا يقتصر ذلك على المنتجات والشركات بل يمتد ليشمل الدول والأقاليم. وعلى الرغم من أن الإنترنت تفتح المجال للهجمات من أي مكان حول العالم، فإن الهجمات التي تستهدف دول مجلس التعاون غالباً ما تأتي من الدول المجاورة في المنطقة أو من أطراف غير حكومية يرتبط نشاطها بالتوترات والمظالم الإقليمية. وكما هي الحال في أمريكا الشمالية وأوربا وآسيا فإن في الشرق الأوسط عدداً لا يُستهان به من المنظمات القادرة على القيام بعمليات تخريبية في فضائه الإلكتروني.وهناك عدد هائل من نقاط الضعف في معظم الشبكات المحلية، ما يجعل البلدان عرضة لهجمات إلكترونية، وتُعتبر معظم نقاط الضعف هذه متأصِّلة في البنية الهندسية للشبكات والبروتوكولات التي تنظِّم التواصل فيما بينها. ويمكن استغلال نقاط الضعف هذه في تنفيذ هجمات الحرمان من الخدمة (DDOS) أو الهجمات على البنية التحتية الحساسة أو الهجمات على الشبكات الحكومية والعسكرية.وفي العقد القادم سيشكل الفضاء الإلكتروني الميدان الذي تبني فيه الدول سمعتها أو تخسرها. فالبلدان التي لا تستطيع ضمان استخدام الإنترنت بشكل مستمر من دون انقطاع، لن تُشكِّل أماكن جذب للاستثمار أو العمل أو العيش فيها. ويعتمد اقتصاد المنطقة بشكل أساسي على استخراج ومعالجة النفط والغاز، كما أن مولدات الكهرباء التي تعتمد عادة على النفط والغاز كوقود تُعتبر ضرورية لاستمرار استخراج ومعالجة الهيدروكربونات. وبما أن هذه المنطقة تعتمد بشكل كبير على أنظمة التبريد خلال أشهر الحر الشديد، فإذا تعطلت مولدات الكهرباء هنا فإن قدرة السكان على الاستمرار ستكون موضع تهديد. كما أن محطات تحلية المياه تعتمد على البنية التحتية المولدة للكهرباء وغالباً ما تُبنى بجانبها.لذا، على دول مجلس التعاون اتخاذ الخطوات المناسبة لتحويل منطقة الخليج إلى "منطقة فضاء إلكتروني آمن وسليم". وللمباشرة بهذه الأجندة على دول مجلس التعاون أن تؤسس لجنة توجيهية رفيعة المستوى تضم ممثلين من هيئات تنظيم الاتصالات ومراكز الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي (CERTs) والشرطة الوطنية والجيش والقائمين على تسجيل النطاقات ومزودي خدمة الإنترنت ومشغلي البُنى التحتية الحساسة من كل دولة من الدول الأعضاء.إن الاستثمار البشري والمادي المناسب في هذا الاتجاه من شأنه أن يبدأ بتحسين أمن الفضاء الإلكتروني في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مما سيجعل المنطقة مثالاً تحتذي به بقية دول العالم.