المسرح العربي عبر القرون

يأتي كتاب راجي عبد الله كمساهمة جديدة في دراسة الظواهر المسرحية العربية والإشارة إلى بداياتها وجذورها ليعطي فكرة واضحة عن التواصل بين القديم والحديث، باعتبار هذه الظواهر محاولات إنسانية جادة ما زالت تؤثر في مسرحنا العربي على الرغم من أنها تنتمي إلى عصور بالغة في القدم. وإن مسألة التواصل المسرحي ودراسة مراحله عبر التاريخ، ستعطي أيضًا فكرة أخرى عن أهمية المسرح باعتباره فعلًا إنسانيًا كبيرًا يهم المجتمع ويؤثر فيه على الرغم من اختلاف العصور وتعدد الأزمة. ومن خلال الحقائق التاريخية التي يتناولها الكتاب يهدف إلى التأثير في نوعية التفكير السائد الذي يؤكد على ريادة المسرح الإغريقي القديم في نشأة الحركة المسرحية دون سواه، لأن هنالك الكثير من المحاولات المسرحية العربية القديمة كان لها دور هام أيضًا في نشأة المسرح وفي تطوره قديمًا وحديثًا.إننا إذ نضم هذا المؤلف لسلسلة دراسات ضمن إصداراتنا فإن ذلك يأتي ضمن السعي الدؤوب لتوفير مفاتيح للمشتغلين بالمسرح، حتى يمكنهم متابعة مستجدات المسرح عربيًا ودوليًا، وبحيث توفر لهم هذه السلسلة ما هو جديد، سواء في قضايا المسرح المعاصر، أو بشأن مفاهيم وأطروحات المسرح في بيئات متباينة في زمن العولمة التي هزت أركان الأنظمة، وعبثت بالقيم، حتى صار ضروريًا أن يواجه المشتغل بالمسرح همومه بنحو جديد، وبصيغ جديدة، وأمام جمهور متجدد وجديد- بمعنى تتبدل الثقافات السائدة ومواجهة رياح ثقافة طارئة.. كما تهتم هذه الإصدارة الجديدة بتوفير تنوير وتوعية عامة، تهدف إلى ذائقة جمالية تواكب المتغيرات، وتؤسس لكيان مسرحي لا بد أن يكون.