في النظام الديمقراطي يقوم الدستور على عقد بين الحكام والمحكومين ، ويكون الحَكَم في صياغة بنوده عقلانية لا ترجع إلى دين ، وتكون الغاية من ورائه تنظيم معاش الناس في دنياهم . تنسجــم ثلاثيـــة الدستـــور الديمقراطــي هـذه مــع أصـول الفكـر الحداثي القائم على ثلاثية : تأليه الإنسان ، والتوسل بالعقلانية بمعزل عن أي دين ، وتحقيق الرفا...
قراءة الكل
في النظام الديمقراطي يقوم الدستور على عقد بين الحكام والمحكومين ، ويكون الحَكَم في صياغة بنوده عقلانية لا ترجع إلى دين ، وتكون الغاية من ورائه تنظيم معاش الناس في دنياهم . تنسجــم ثلاثيـــة الدستـــور الديمقراطــي هـذه مــع أصـول الفكـر الحداثي القائم على ثلاثية : تأليه الإنسان ، والتوسل بالعقلانية بمعزل عن أي دين ، وتحقيق الرفاه الدنيوي المنكر لأي معاد. وبذلك تكون اللائكية أخت الديمقراطية ولازمتها ومبتدأها ووسطها وغايتها ، لا فكاك لهذه عن تلك ، ولا لتلك عن هذه. أما في النظام الشوري فإن ميثاق المسلمين يكون عقدًا بين الحكام والمحكومين على طاعة اللَّـه ، ويكون الحَكم في صياغة أبوابه عقل مرحوم يتتلمذ على الوحي ويستظل بظله ، وتكون الغاية من ورائه تنظيم دنياهم بما يخدم أخراهم . تنسجم ثلاثية الميثاق الشوري هذه مع الأصول العقدية للمسلمين : اللَّـه ، والوحي ، والآخرة. وبذلك لا يكون للشوري من معنى إن لم تكن القيم الإيمانية ملازمة لها ، فهي في الأول وفي الوسط وفي الأخير.