أصبحت استمرارية مكافحة إرهاب الشرق الأوسط بإدخال الحركات المتطرفة في العمليات السياسية للاتجاه السائد قضية خلافية، وتأتي في مقدمة أجندة الأمن الدولي. ومنذ أوائل تسعينيات القرن العشرين ادعت الحركة الراديكالية الشيعية حزب الله، وبعد ذلك حركة حماس الإسلامية الفلسطينية السنية، أنهم أطراف سياسية فاعلة، وأنهم ديمقراطيون جيدون. ويؤكد م...
قراءة الكل
أصبحت استمرارية مكافحة إرهاب الشرق الأوسط بإدخال الحركات المتطرفة في العمليات السياسية للاتجاه السائد قضية خلافية، وتأتي في مقدمة أجندة الأمن الدولي. ومنذ أوائل تسعينيات القرن العشرين ادعت الحركة الراديكالية الشيعية حزب الله، وبعد ذلك حركة حماس الإسلامية الفلسطينية السنية، أنهم أطراف سياسية فاعلة، وأنهم ديمقراطيون جيدون. ويؤكد مؤيدو ما يسمى الإدخال في "الاتجاه السائد" أنه ينبغي تشجيع مثل هذا السلوك بغض النظر عن بعض السلوك السيئ المستمر.إن حالتَي حزب الله وحماس غير مشجعتين إلى حد كبير. على الأقل في المديين القصير والمتوسط، إذ ينبغي أن تكون هناك شكوك خطيرة في أن العملية الديمقراطية، وما يعتبر "سلوكاً سياسياً طبيعياً"، يستغل بصورة براجماتية لتعزيز أجندة سلفية في الجوهر. إن الثقافات السياسية الموجودة بالفعل، وبقدر أكثر أهمية، توازنات القوة العسكرية المواتية للدولة، لا توجد بعمق كاف في لبنان والأراضي الفلسطينية حتى تغري وتشجع العناصر الحاسمة والنافذة القوة في الحركات الإسلاموية بالتجانس مع العملية الديمقراطية.ينبغي تبني الاستراتيجية الأرثوذكسية لمكافحة التمرد/الإرهاب، على الأقل كما تتبعها الدول الغربية. ويجب اتباع القمع الذي لا تراجع فيه، والذي يركز على المتطرفين، وإعطاؤه أهمية مساوية لأهمية العناصر السياسية في الاستراتيجية. ولا يمكن تحاشي تدمير تلك الأطراف السلفية التي يستحيل التوصل معها إلى تسوية في الوقت الذي تبذل فيه جهداً سياسياً كبيراً لرعاية العناصر السياسية النشطة في المجتمعات المسلمة التي ترفض الأجندة السلفية. وبالتزامن مع ذلك، هناك ضرورة لوضع برنامج ضخم للتربية والدعاية المضادة يستهدف جماهير الشعب المسالمة في الشرق الأوسط. وسوف يظهر هذا الإسلام بشكل أكثر حداثة وتقدماً، ويرسم أيضاً صورة أكثر جاذبية ودقيقة وملاءمة للثقافة الغربية.في كانون الأول/ديسمبر 2006 نشر الدليل الميداني المشترك الجديد للجيش ومشاة البحرية الأمريكيين. ويوضح الدليل أن واشنطن الآن تفهم بوضوح أن حالات التمرد "طويلة بطبيعتها"، وأن الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها ينبغي أن يظهروا "القدرة على الانتصار وما يلازمها من قوة احتمال وإرادة". وعندما تقتنع بقيمتها، فإن الدول الغربية بالفعل جيدة جداً فيما يتعلق بتعزيز الحملات الطويلة حتى تستنفد طاقة حالات التمرد. وسوف يعتمد الكثير في منطقة الخليج العربي ليس فقط على قوة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة على التحمل، ولكن أيضاً على الدعم الواضح الذي تظهره الحكومات المحلية التقدمية التي تنفذ برامج الإصلاح.