يركّز هذا الكتاب على الاعتراف المتنامي بالبرازيليين من أصل سوري – لبناني في مرحلة "التحول النيوليبرالي"؛ ذلك أن المبادرات النيوليبرالية منذ سبعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا (مثل تحرير السوق، وخفض حجم القطاع العام، وتنويع المستهلكين) وثّقت أواصر البرازيل بالنظام العالمي. وعند هذا المفترق، فرض السوريون – اللبنانيون من أبناء الج...
قراءة الكل
يركّز هذا الكتاب على الاعتراف المتنامي بالبرازيليين من أصل سوري – لبناني في مرحلة "التحول النيوليبرالي"؛ ذلك أن المبادرات النيوليبرالية منذ سبعينيات القرن الماضي إلى يومنا هذا (مثل تحرير السوق، وخفض حجم القطاع العام، وتنويع المستهلكين) وثّقت أواصر البرازيل بالنظام العالمي. وعند هذا المفترق، فرض السوريون – اللبنانيون من أبناء الجيلين الثاني والثالث أنفسهم بهويتهم الإثنية كشركاء في التصدير، وكسياسيين أخلاقيين، وهواة فنون متنوعة، وشخصيات تصوغ وتعكس الدولة القومية البرازيلية في أواخر القرن العشرين ومستهل القرن الحادي والعشرين.ويمثّل المشروع الإثني العربي، كما يرى المؤلِّف، جزءاً متشابكاً من التجربة النيوليبرالية البرازيلية؛ ففي الاقتصاد المفتوح طرح المنحدرون من أصل سوري – لبناني أنفسهم كمروّجين عرب للصادرات البرازيلية في أسواق الخليج العربي، وهو ما جعل الإثنية العربية تمتلك قوة لم يسبق لها مثيل في المرحلة التي سبقت حقبة الانفتاح الاقتصادي وشفافية الدولة وتنوع المستهلكين. وهذا التركيز على التكوين المبتكر للعروبة في البرازيل هو ما أسمّاه المؤلّف "زخرفة عربية من نوع آخر".ويتساءل المؤلِّف، في إطار تجاوز تواريخ الإثنيات وبناء الدولة في حقبة الاستعمار وما بعدها: كيف أُعيد تنظيم العلاقات الهرمية بين الإثنية والدولة في النظام العالمي اليوم؟ وهو في سياق إجابته، يزعم أن الإثنية لم تعد الإطار الوحيد للدولة فحسب، بل إنها اكتست مميزات بطرائق تعكس الاتجاهات السياسية – الاقتصادية الواسعة وتصوغها. لقد استكشف هذا التحول بتعقّب طرائق تهميش الإثنية أساساً في الأزمنة الأولى، وكيف حازت اعترافاً واسعاً في أواخر القرن العشرين ومستهل القرن الحادي والعشرين.