يتوخى هذا الكتاب أن يفسر كيف نمت وتطورت مؤسسات معينة أتاحت للدول الأوروبية أن تصبح أدوات قوية لتنظيم وقيادة الناس كما هي في الوقت الحاضر . إن وصف ظاهرة ليس علامة على الموافقة عليها . ولست أعتقد إطلاقا بأن غاية الإنسان هي إنشاء دول ، ولا أن جميع الوسائل التي تتيح حفظ الدولة وتعزيزها هي مرغوبة . ما أعتقده هو أن الدولة قد نجحت في د...
قراءة الكل
يتوخى هذا الكتاب أن يفسر كيف نمت وتطورت مؤسسات معينة أتاحت للدول الأوروبية أن تصبح أدوات قوية لتنظيم وقيادة الناس كما هي في الوقت الحاضر . إن وصف ظاهرة ليس علامة على الموافقة عليها . ولست أعتقد إطلاقا بأن غاية الإنسان هي إنشاء دول ، ولا أن جميع الوسائل التي تتيح حفظ الدولة وتعزيزها هي مرغوبة . ما أعتقده هو أن الدولة قد نجحت في دفع جماهير بشرية كبيرة إلى التعاون بصورة فعالة ، وأن الدولة قادرة على تجسيد المثل العليا للبشر ومطامحهم ورغباتهم مثل أي شكل آخر للتنظيم الاجتماعي . إن التعاون في متابعة أهداف مشتركة قد جعل أغلب الإنجازات الإنسانية ممكنة ، وتقدم الدول وسيلة لتأمين هذا التعاون ، الذي ليس بالتأكيد وحيدأ ، لكنه حالياً الشكل الأغلب .إذن ليست محاولة تحديد ما هي الدولة ، وبأية كيفية أصبحت ما هي عليه في الوقت الحاضر دون جدوى أو بلا طائل .