إبان عصر النهضة، برز إسم "فؤاد سليمان" الشاعر والصحافي والكاتب. القومي الإنتماء قلباً وعقيدةً، وهذا الكتاب قراءة في نتاج فؤاد سليمان القومي، جاء بعناية الكاتب اللبناني "جورج نزيه فارس" محاولاً الإجابة عن سؤال هام. هل تمكن فؤاد سليمان من التوفيق بين النزعة القومية والنزعة الوطنية، أو تغلبت القومية لديه على الوطنية؟يتحدث الكتاب في...
قراءة الكل
إبان عصر النهضة، برز إسم "فؤاد سليمان" الشاعر والصحافي والكاتب. القومي الإنتماء قلباً وعقيدةً، وهذا الكتاب قراءة في نتاج فؤاد سليمان القومي، جاء بعناية الكاتب اللبناني "جورج نزيه فارس" محاولاً الإجابة عن سؤال هام. هل تمكن فؤاد سليمان من التوفيق بين النزعة القومية والنزعة الوطنية، أو تغلبت القومية لديه على الوطنية؟يتحدث الكتاب في الفصل الأول عن مبادىء الحزب السوري القومي الإجتماعي وغايته، وعلاقة "فؤاد سليمان" به الذي بقي وفياً لتعاليم الحزب وخصوصاً في المقالات المتعلقة بـ "أنطوان سعادة"، بعد عودته من المهجر. "وقد عاتبه سعادة عندما عاد من هجرته، (...): يا فؤاد لقد غرقت كثيراً في لبنانيتك". فأجاب "سليمان" : :يا حضرة الزعيم، أنا أحب هذه البقعة أكثر من غيرها من الوطن السوري". فانشغاله بالمسألة اللبنانية، يعني أنه اهتم ببقعة معينة من الهلال السوري الخصيب، ولا يلغي قوميته برأي الكاتب. أما الفصل الثاني فيتحدث عن القضايا الإجتماعية والسياسية القومية، وهنا يسلط الكاتب الأضواء على أربعة موضوعات إجتماعية أساسية وهي الهجرة، ثنائية القرية والمدينة، المرأة، العلم، بمقابل أربعة موضوعات سياسية أساسية وهي: الصحافة، القضية الفلسطينية، القضية اللبنانية، قضية الحزب السوري القومي الإجتماعي. وقد هدف "سليمان" من خلال القضايا التي تناولها إلى إحداث تغيير معين، هو تغيير فكري، أراده أن يؤدي إلى تغيير سياسي – إجتماعي.وفي ختام الدراسة يجيب مؤلف الكتاب عن سؤال طرحه في مقدمة الكتاب: هل تمكن سليمان من التوفيق بين النزعة القومية والنزعة الوطنية، أو تغلبت القومية لديه على الوطنية؟" قائلاً: "نجح "سليمان" في أن يجمع بين القومية والوطنية، لأنه دافع عن قضايا الهلال السوري الخصيب، وعن القضايا اللبنانية في الوقت نفسه، وإنما كان يتصرف ويكتب على "مزاجه" وبحسب قناعاته الخاصة، لا كما يريده نظام الحزب أو النظام اللبناني أن يكون".