مقدمة في علم الإجتماع

في ديسمبر عام (2010)، اكتسحت تظاهرات الشوارع، وإضرابات العمال، وغيرها من الحركات دولة تونس الصغيرة الواقعة شمال أفريقيا. واجهت هذه التظاهرات مقاومة قوية من الحكومة التونسية. ومع ذلك، استمرت احتجاجاتهم حتى عام ) 2011 (، متسببة في النهاية في بالإطاحة بالرئيس بن علي بعد عامه الـ (23) في السلطة.المفجر الفوري للاحتجاجات التونسية كان إحراق الشاب محمد بوعزيزي لنفسه، وقد كان أحد بائعي الشوارع، في السادسة والعشرين من العمر والذي كان يشتكي من المعاملة السيئة والإذلال المستمر من السلطات. أحرق بوعزيزي نفسه أمام مبنى البلدية ومات في مركز للحروق والصدمات بعد (18) يوماً دون أن يعود إليه الوعي خلالها.ومهما كانت قوة رد الفعل على موت بوعزيزي، فإن أسباب قيام الثورة التونسية و »الربيع العربي – موجة القلاقل الاجتماعية والثورة الاجتماعية التي أثارتها في كل المنطقة – تنبع بشكل مؤكد من أكثر من مجرد حادثة احتجاج وحيدة. ومن دون اعتبار الظروف الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية لتونس ما قبل الثورة، سيكون من المستحيل علينا أن نفهم لماذا أشعل بو عزيزي النار في نفسه، ولماذا رأى الآلاف من التونسيين وغيرهم عبر العالم العربي أن تصرفه هذا هو صحية كافية – وضرورية – من أجل التغيير. لم يتحقق الحلم الموعود للربيع العربي بعد – إن الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي منتصف عام (2013 ) أدى إلى اجهاضها، على الأقل جزئياً. ومع ذلك، فالأحداث التي عجلت بحدوث هذه القلاقل ما تزال مهمة للشرق الأوسط، وللعالم ككل، ولعلم الاجتماع، ولكم أنتم. وأحد أهداف هذا الفصل، وهذا الكتاب هي أن يريك سبب ذلك.كفرع معرفي أكاديمي، كان علم الاجتماع في المعتاد يحاول بشكل تقليدي فهم مكان الفرد – حتى لو كان بائع شوارع تونسي – داخل المجتمع، وأثر المجتمع على الفرد. ومع ذلك، في عصر العولمة الحالي، أصبحت الأبنية الاجتماعية مثل شبكات الإنترنت التي تعبر الحدود القومية وتكنولوجيات الاتصال سريعة التغير التي تنشر المعلومات لمسافات بعيدة وعلى نطاق واسع غيرت للأبد من الطرائق التي نتفاعل بها مع بعضنا بعضاً، وكذلك المجتمعات التي تقوم بتشكيلنا. ولأن العالم يصبح أكثر وأكثر عولمة، فقط طور علم الاجتماع منظوراً أكثر وأكثر عالمية.