المقدمةالصهيونية حركة إرهابية . هذه حقيقة لا لبس فيها . و تستمد ممارساتها الإرهابية من عقيدتها العنصرية التي تجد دعائمها الفكرية في الأدبيات اليهودية الصهيونية الدينية و السياسية. لقد ارتبطت الصهيونية بالارهاب منذ نشأتها . فالإرهاب منهج طبقه الصهاينة لتنفيذ مشروعهم المشؤوم ، ولم يكن هذا المنهج ممارسة تكتيكية و لا حتى استراتيجية ...
قراءة الكل
المقدمةالصهيونية حركة إرهابية . هذه حقيقة لا لبس فيها . و تستمد ممارساتها الإرهابية من عقيدتها العنصرية التي تجد دعائمها الفكرية في الأدبيات اليهودية الصهيونية الدينية و السياسية. لقد ارتبطت الصهيونية بالارهاب منذ نشأتها . فالإرهاب منهج طبقه الصهاينة لتنفيذ مشروعهم المشؤوم ، ولم يكن هذا المنهج ممارسة تكتيكية و لا حتى استراتيجية لديهم فقط ، بل عقيدة راسخة في فكرهم الممتد إلى آلاف السنين . فالإرهاب لدى الصهاينة عقيدة و فلسفة و فكر يصبغ كل جوانب حياتهم الدينية و الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية في معاملاتهم مع الغير .إن الصهيوني لا يمكن إلا أن يكون إرهابيا بطبيعته لان الصهيونية هي العقيدة التي تعتبر أرض فلسطين ملك لليهود وحدهم بوعد من الله ، كما يقول المتدينون منهم ، أو بالاغتصاب وطرد سكانها الأصليين منها ، كما يعتقد كل الصهاينة سواء كانوا متدينين أو غير متدينين ، و هو الاعتقاد الذي يحاولون تنفيذه منذ وجدوا و الذي تجسد في كيانهم البغيض و اللاشرعي الذي أقاموه منذ سنة 1948 في فلسطين .إن مجرد اغتصاب أرض و طرد شعبها منها دون وجه حق و إنكار عليه مجرد الانتماء إلى هذه الأرض يعد أقسى درجات الإرهاب ولو لم يفعل الصهاينة إلا هذا لعدوا من أكبر الإرهابيين والمجرمين .إن كل من يعتقد أن لليهود الحق في أرض فلسطين فهو صهيوني و كل صهيوني أتى إلى فلسطين و استوطن فيها بعد طرد أهلها فهو إرهابي سواء مارس العنف أم لم يمارسه .لا ريب أن الصهيونية هي مرحلة متقدمة من اليهودية و لا يمكن فصل الصهيونية عن اليهودية بأي حال من الأحوال . فالدين اليهودي يشكل المصدر الرئيسي للأفكار الصهيونية التي ستفقد كل دعائمها الإيديولوجية إذا ما أفرغت من محتواها الديني التوراتي . فالكتب الدينية اليهودية ، خاصة التوراة و التلمود ، تشكل المنطلق الفكري و العقائدي الأول للفكر الصهيوني لأن الفكرة الصهيونية السياسية تنطلق أصلا من مقولة " حق اليهود الإلهي " الدينية . فإذا جردت الفكرة الصهيونية من هذه الركيزة الأساسية ، فإنها تفقد كل دعائمها الأخرى .لقد قامت الدولة الصهيونية استنادا إلى " حق تاريخي " ( * ) لليهود على أرض فلسطين و هذا " الحق " منحة إلهية لشعب الله المختار و بالتالي فهي أرضهم وحدهم دون غيرهم من الأمم .