لماذا الإنسان لم يستفد من جوانب الطبيعة الخيرة، ا لتي فيها الأمن والأمان للجميع. ألم يدرك الإنسان رئيساً ومرؤوساً، عبداً وحراً، أنه أسمى المخلوقات وأكملها، وأن جسده أمانة الله بين يديه، وأن عقله منجاته، فهو مبرره ومسيره، فإذا كان العقل الكلي أو الأكبر صفة لله بقدراته اللامحدودة، فإن عقل الإنسان هو صورة مصغرة للعقل الأكبر، ولو كا...
قراءة الكل
لماذا الإنسان لم يستفد من جوانب الطبيعة الخيرة، ا لتي فيها الأمن والأمان للجميع. ألم يدرك الإنسان رئيساً ومرؤوساً، عبداً وحراً، أنه أسمى المخلوقات وأكملها، وأن جسده أمانة الله بين يديه، وأن عقله منجاته، فهو مبرره ومسيره، فإذا كان العقل الكلي أو الأكبر صفة لله بقدراته اللامحدودة، فإن عقل الإنسان هو صورة مصغرة للعقل الأكبر، ولو كان العقل البشري واحداً بالنسبة للبشر أجمعين، لكان في ذلك خطر، ولكن الله جعل العقول متباينة المدارك، والقدرات، والتوجهات والقناعات. ولهذا اختلفت أفكارهم وآراؤهم وتباينت معتقداتهم، التي تتجه عند الجميع نحو قوة يراها هذا بمنظار غير الذي يراها به غيره، وهي القوة الكبرى التي يؤمن بقدرتها اللامتناهية على العقل أنّى كان. والعقل البشري، لم يخلق متحجراً، وإنما مرناً متطوراً محاوراً، على تواصل مع عقول أخرى بإرادة أو دون إرادة.