طبع لأول مرة عام (١٢٨٥ هـ/١٨٦٨ م) وتضمن برنامجًا إصلاحيًّا يختزل مجموع ما سعى النهضويون العرب إلى تحقيقه في القرن التاسع عشر، استوحاه خير الدين التونسي من مصادر ثلاثة: تجربته السياسية، ومطالعاته في التاريخ السياسي والاقتصادي وجغرافية العالم، ومشاهداته أثناء الرحلات التي قام بها إلى أوروبا.يتألف من مقدمة طويلة هي أهم ما فيه، وكثي...
قراءة الكل
طبع لأول مرة عام (١٢٨٥ هـ/١٨٦٨ م) وتضمن برنامجًا إصلاحيًّا يختزل مجموع ما سعى النهضويون العرب إلى تحقيقه في القرن التاسع عشر، استوحاه خير الدين التونسي من مصادر ثلاثة: تجربته السياسية، ومطالعاته في التاريخ السياسي والاقتصادي وجغرافية العالم، ومشاهداته أثناء الرحلات التي قام بها إلى أوروبا.يتألف من مقدمة طويلة هي أهم ما فيه، وكثيرًا ما يُختزل الكتاب فيها، بالإضافة إلى جزأيْن: يحتوي الأول منهما على عشرين بابًا، كل باب مخصص لبلد من البلاد الأوروبية، يتناول فيه تاريخ البلد، وجغرافيته، وموقعه، ومساحته، وأهم ملوكه، وتنظيماته الإدارية والسياسية والعسكرية. أما الجزء الثاني فيحتوي على ستة أبواب: خمسة منها لجغرافية القارات الخمس، والسادس للبحار. والكتاب يصارح معاصريه بأنّ قضية الإصلاح لم تعد قضية اختيارية. ورغم مضي كل تلك السنين على تأليف هذا الكتاب فإنه بقي أثرًا خالدًا، تتداو له الأجيال، وتستفيد من رؤاه ومقترحاته؛فكأن خير الدين قد خُلق ليشحذ عزائم الإصلاح في حياته وبعد مماته.