من مجثمه العالي على قمة السبعين- من يصدق أنه بلغها- يقف توفيق عبد الرحمن ملقياً بصره إلى أسفل نحو "أيام حياتنا" بما حفلت به من أحداث سياسية، ومتغيرات اجتماعية، وأزمات الروح والعقل والجسد، وخبرات جنسية. رواية توفيق عبد الرحمن هذه- إن لم أكن مخطئاً- واحدة من درر عصرنا القليلة إلى جانب روايات كتاب الستينيات. وهي تحتل مكاناً متقدماً...
قراءة الكل
من مجثمه العالي على قمة السبعين- من يصدق أنه بلغها- يقف توفيق عبد الرحمن ملقياً بصره إلى أسفل نحو "أيام حياتنا" بما حفلت به من أحداث سياسية، ومتغيرات اجتماعية، وأزمات الروح والعقل والجسد، وخبرات جنسية. رواية توفيق عبد الرحمن هذه- إن لم أكن مخطئاً- واحدة من درر عصرنا القليلة إلى جانب روايات كتاب الستينيات. وهي تحتل مكاناً متقدماً بين هذه الأعمال بما توافر لها من كثافة البعد الاجتماعي، وشجاعة التناول، والغوص على دوافع الشخصيات، وبراعة الانتقال من مشهد إلى مشهد، وثراء النسيج اللغوي، والحس المرهف بمتغيرات العصر وما تخلفه من آثار في سلوك الأفراد والجماعات. ماهر شفيق فريد